رصدت صحيفة الجارديان المأساة التى يعانى منها سكان مدينة العلمين فى الوقت الذى تسعى فيه الحكومة إلى إقامة منتجعات سياحية فاخرة فى مدينتهم دون أدنى اهتمام بمشاكلهم. وتقول الصحيفة فى تقرير لمراسلها فى القاهرة جاك شينكر إن المنطقة الممتدة على ساحل البحر الأبيض المتوسط فى منطقة العلمين يوجد فيها عدد قليل من المنازل، وعلى مقربة منها تقع الصحراء الغربية التى يوجد لها 16 مليون لغم لا تزال مدفونة تحت الرمال منذ الحرب العالمية الثانية.
ومن المقرر أن يتم إقامة منتجع ضخم فى العلمين يضم فيلات فاخرة وبحيرات صناعية وملعبا للجولف مكونا من 18 حفرة. ويمثل هذا المنتجع "مراسى" بالنسبة للحكومة المصرية رمزاً للتجديد فى منطقة جميلة، لكنه بالنسبة للسكان المحليين يعد تهميشاً وخيانة لهم.
وينقل شينكر عن أحد البدو المقيمين فى هذه المنطقة، الذى كان يعمل راعياً للغنم قبل أن يفقد ساقه بسبب أحد الألغام الأرضية قوله إن هذا النوع من التطوير ليس له فائدة بالنسبة لهم، مضيفاً أنه لا توجد منافع حقيقية لهؤلاء الذين فى حاجة ماسة إليها.
وتقول الجارديان إن المعارك بشأن العلميين ليست بالأمر الجديد، فالمدينة والمناطق المحيطة بها شهدت معركة كبيرة بين المحور والحلفاء غيرت مجرى الحرب العالمية الثانية عام 1942. والآن فإن هناك معركة جديدة تدور حول أفضل السبل لمواجة الإرث الذى خلفه هذا الصراع، وهو الألغام المدفونة التى تشير التقديرات إلى أنها أدت إلى قتل وتشويه آلاف من المصريين خلال العقود السبعة الماضية، وأدت إلى غرق المنطقة فى حالة من الركود الاقتصادى. فضحايا الألغام يجدون أنفسهم يحاربون من أجل العدالة على جبهتين: الأولى ضد سلطات بلادهم الذين يعتقدون أنهم مهتمون أكثر باستخراج الأرباح من الاستثمار عن دعم التنمية المستدامة، والثانية ضد الحكومة البريطانية ونظيراتها الأوروبية المسئولة عن الألغام التى شوهت حياتهم.
وكانت وزارة التعاون الدولى قد كشفت عن خطة بتكاليف 10 مليارات دولار تهدف إلى توفير 400 ألف وظيفة فى المنطقة وزيادة عدد السكان فيها من 300 ألف إلى أكثر من مليون ونصف لتخفيف الضغط على منطقة وادى النيل المزدحمة بالسكان.
وتنقل الصحيفة عن فتحى الشاذلى المسئول عن تحويل ثروات المنطقة إن هذه المنطقة يوجد بها موارد طبيعية هائلة، فهناك تنقيب عن النفط والغاز الطبيعى تحت الأرض، إلى جانب وجود ما يقرب من 3 ملايين فدان من الأراضى الخصبة، وإمكانات هائلة للسياحة، ولكل كل ذلك يصعب الاستفادة منه على الأقل حتى تتم إزالة الألغام.
وقد أدت مسالة نزع الألغام إلى دخول الحكومة فى صراع مع البدو الذين يعتقدون أن إزالة الألغام المحدودة التى نفذها الجيش تمت لتلبية احتياجات شركات النفط والمستثمرين الساعين لاستغلال ثروات المنطقة.
للمزيد من الاطلاع، اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به..
الجارديان ترصد مأساة مدينة العلمين بين الألغام والتهميش الحكومى
الثلاثاء، 29 يونيو 2010 04:07 م