وزارة التعليم فى مصر أعجوبة من أعاجيب الزمان، كيف يتم اختيار وزير التعليم؟، وما هى شروط اختياره؟، وما هى ضوابط محاسبته؟
ابتلى الله مصر بسلسلة من وزراء التعليم يصلح أى منهم كمقاول هدم يستطيع نسف أعظم بناء فى التاريخ فنسفوا التعليم المصرى ونسفوا معه كل أمل فى مستقبل أولادنا وكلهم تحت مسمى مطور العملية التعليمية، فعموا أو تعاموا عن أن أول لبنات التعليم السليم هو وضع المعلم وعودة المعلم على رأس السلم الاجتماعى فأصبح المعلم متهما تطارده الشرطة بتهمة الدروس الخصوصية، وأصبح متسولا يمد يده للطلاب ليكفى أسرته وأهله ذل الحاجة والسؤال.
ثم تفتق ذهن أحدهم عن مهزلة اسمها كادر المعلم، وطالب المعلم بالجلوس على دكة الطلاب لأداء امتحان هزلى لاختبار قدراته بعد خبرة أكثر من 10 سنوات لأحدثهم عهدا بالعملية التعليمية.
ثم جاء وزير لا أعرف كيف ولا ما هى مؤهلات اختياره، وزير فشل فشلا زريعا كرئيس لجامعة عين شمس فتم مكافئته بكرسى الوزارة.
جعل ذروة همه هو التفتيش المفاجئ للمدارس وإرغام المعلم على أعمال المراقبة والامتحانات على الرغم من أن هناك الآلاف من المعلمين الذين يرغبون فى هذه الأعمال ولم يحظوا بفرصة، وتفتق ذهنه الأمنى الرهيب على رفض أى أعذار عن الامتحانات وحشد المدرسين فى فصول الدراسة وفى مدارس تفتقر لأدنى درجات الحفاظ على آدمية المعلم.
وأصدر فخامته فرمانا بعدم علاج أى معلم فى مستشفيات وزارة الصحة إلا ما كان منها تابعا للتأمين الصحى منعا من تلاعب هؤلاء الملاعين وادعائهم المرض، فقتل منهم 6 معلمين بسب انعدام الرعاية الصحية بالمستشفيات العامة التى رفضت استقبالهم لأنهم أعداء للوطن، ومستشفيات التأمين كذلك رفضت استقبالهم إلا بعد دفع مبالغ يعجز المعلم عن توفيرها، فاستشهد منهم 4 أبطال لم يبال بهم مسئول فى دولتنا العظمى.
والأغرب أنه أوقف مكافأة سنوية اعتاد العاملون بهيئة الأبنية التعليمية على صرفها كل عام، بل أغلبهم استدانها قبل صرفها، وأصبح أغلبهم مهدد بالسجن ليس لأنهم لصوص كما وصفهم فخامته ولكن لأنهم استدانوا لشدة حاجتهم لها، وألغاها فخامة وزير التعليم ثم سطا على مستشفى الأبنية التعليمية، وصادر الأجهزة الطبية منها وأرسلها إلى مستشفى التربية والتعليم غنيمة مستباحة، وألغى صندوق خدمات العاملين بالهيئة، فما هو الثأر الذى جاء الوزير لأخذه من هيئة الأبنية التعليمية؟
هل من مغيث؟ هل من مستمع؟