سعيد محمود سالم يكتب: التوك شو والتعليم.. الأخطاء سيد الموقف

الإثنين، 28 يونيو 2010 12:17 ص
سعيد محمود سالم يكتب: التوك شو والتعليم.. الأخطاء سيد الموقف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتهجت برامج التوك شو فى مصر نفس الفلسفة التى انتهجها نظام التعليم المصرى طوال سنوات مضت، اهتم فيها بالحفظ والتلقين بديلاً عن الفهم والتنقيب بين السطور!!

وقد تساوت مخرجاتها- للأسف الشديد- مع مخرجات نظام التعليم الذى أخرج للمجتمع خريجين غير أكفاء بحمل صندوق التنمية إلى مثواه الأخير لتحقيق تنمية مُستدامة!

أما (هى) فقد أفرزت رأيا عاما (حافظ) لمجموعة قوالب كلامية عن الدولة، وعن الرئيس ونجليه الأصغر والأكبر، وعن رئيس الوزراء والوزراء والسادة التنفييذين على كل المستويات ، وعن الحزب الوطنى الحاكم وأمينه العام ورؤساء لجانه ، وعن الأحوال فى مصر على أنها كئيبة وفاشلة وغير مُبشرة على طول الدوام !!

فما إن ينحدر الحديث عن أى من السابق ذكره، فلا نجد من برامج التوك شو إلا وصف الأشخاص المذكورين بمفردات الاستهتار والفساد والظلم وعدم الكياسة وعدم الفطنة وعدم الرؤية والتخلف وعدم القدرة على التكيف، وعدم القدرة على حماية الشعب، وعدم الإحساس بالمسئولية.

أما عن وصف الأحوال فى مصر فحدث ولا حرج ، فهى على ألسنة هذه البرامج ليست إلا فاشلة متأخرة متخلفة ينهش فيها الفساد، تذهب بمصر إلى الوراء من خلال بيع البلد ، ومن خلال زواج السلطة والثروة ، ومن خلال الواسطة .. إلخ إلخ .. دون ذكر أى إيجابيات وأى فرص واعدة لمستقبل مصر.

والمشكلة الأكبر وفق اعتقادى أن خطأ وزارة التعليم لم يكُن مقصوداً ، أما خطأ برامج التوك شو فهو مقصود مقصود، وذلك بهدف جذب عدد كبير من المشاهدين تستهويهم سماع المصائب والكوارث والإخفاقات والجرائم والخلافات الشخصية بطبائعهم، فما على برامج التوك شو إلا أن تغرف لهم يومياً أطباقاً من الإثارة والتشويق السياسى والجنسى والاجتماعى على حد سواء، دون اهتمام بثقافة بناء المواطن كما يجب أن يكون البناء ونحن على أعتاب مرحلة جديدة فى حياة المصريين ، تنفسنا فيها صعداء حرية إبداء الرأى وحرية العقيدة لأول مرة على مدار التاريخ ، وقرأنا فيها أكثر من 500 جريدة يومية وأسبوعية وشهرية و 1000 كاتب وكاتب لأول مرة فى حياتنا .
ومن المُسلم به أن هذه البرامج على كثرتها ما كان لها أن تظهر على شاشات تليفزيون مصر إلا وسط هذه الحالة الديمقراطية التى نحياها ، ولو أنكر الناكرون !! وأنها ( البرامج ) وإن حادت عن الطريق الإعلامى المستقيم ، فالسبب أننا فى مصر مازلنا نحيا سنة رابعة أو خامسة حرية رأى وتعبير على الأكثر ، وأن طريق الديمقراطية مازال طويلا، وأن من خصائص هذا الطريق أنه يملك أدوات إصلاح نفسه بنفسه من خلال الممارسات ، وإنا إلى منتهاه بإذن الله لواصلون !!

وكل ما أتمناه من هذه البرامج أن تعمل على ترسيخ مبادئ الفهم العام لخلق رأى عام ( فاهم ) له عينان يرى بهما إنجازات مشهودة لواقع لا يكذب !! وله ( عقل ) يفهم به ما يجب أن يُطالب به لتحقيق حرية أوسع وحياة أفضل !! وله ( رؤية ) يستطيع من خلالها أن يرى مستقبله ويلمس ويتلمس أدوات تحقيق آماله من خلال تجارب الآخرين ومعاناتهم لتحقيق أحلامهم، فإن طريق التنمية والنهضة شاق وشائك!!






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة