نشرت صحيفة "روزاليوسف" فى عدد 23 يونيو 2010 خبرا عن نزلاء سجن برج العرب يقولون فيه أن أحوال السجن "ميه ميه" على حسب وصفهم.
و كما يقول الخبر:... استقبل سجناء برج العرب وفد المجلس القومي لحقوق الإنسان بالطبول.
و يضيف الخبر قائلا:... واستقبل قيادات السجن الوفد الحقوقي بالورد وقطع الشيكولاتة.
إذن فالحياة على رأى سعاد حسنى "بمبي" و الأحوال عال العال داخل السجن.
فتوجد شيكولاتة و طبول و أيضا الورود و هذا شىء جميل أن نعامل السجناء بآدمية و نزرع فى نفوسهم الخير حتى يخرجوا مواطنين صالحين و الأجمل أن تستمر هذه المظاهر دوما و ليس مع الزيارات الرسمية.
و إذا كان هذا هو حال السجن و كما يقول السجناء: "ميه ميه"، فما هو حال الناس فى الخارج؟
هل يعيشون فى مسرح كبير أم سجن كبير؟
انظر للأحوال ستجد خلافات بين المحامين و القضاة و ضاعت العدالة بين أصحابها و ذهب المواطن إلى اقرب حائط ليس هو بعيد عنه لأنه يمشى بجانبه دوما و لكن ليصطدم برأسه فيه معطلا مصالحه.
الأرز اختفى من الأسواق التموينية و لا عزاء للغلابة و كل سنة و أنت طيب رمضان كريم.
امتحانات الثانوية العامة كالعادة حلوة فى العربي و الباقي طريقك فيها مسدود مسدود و بالمناسبة خرج البعض يشير إلى أن الطلاب هم السبب لأنهم اعتمدوا دائما على الحفظ و لا يعتمدون على الإبداع و الابتكار. أليس من المفروض أن أوفر نظاما تعليميا يقوم على ملكة الإبداع؟
ما علينا نذهب لفقرة النيل فمصر التي كانت هبته أصبحت لا تعرف إذا كانت ستظل هكذا أم ستصبح خيبته؟
و بالنسبة لمسلسل الرشاوى فلا يزال مستمرا من رشاوى محلية إلى رشاوى المرسيدس إلى رشاوى الشركة الألمانية.
سوق الجمعة "ولع" و لا عزاء لأصحاب العشش و الأكشاك لكن مقسم الأرزاق لا ينسى أحدا من عبيده.
و حتى لا تتهمنى بالغم و تصفنى بالنكد فإن ما ذكرته نقطة فى بحر.
و إذا كانت الطبول تنتظرك فى السجون و ستوزع عليك الشيكولاتة و الورود فأيهما تفضل السجن أم الواقع الذى نعيشه؟
طبعا أفضل الواقع و لا أعيش فى سجن وهل هذا يعقل؟
فكما يقول عمى محمود السعدنى فى كتابه (الولد الشقى فى السجن):
"القتل صفة حيوانية نقلها الإنسان عن الحيوان و الحرب نوع من القتل الجماعي و هو وقف على الإنسان و لكن براءة الاختراع تبقى من حق الوحش.كل ما أضافه الإنسان، أنه نظم عملية القتل ،جعل منها قانونا و نظاما و وزع الرتب و النياشين ،و جعل من القاتل بطلا ،و من المقتول شهيدا ،و لكن يبقى الوحش بعد ذلك أكثر إنسانية من الإنسان، إذا قورن فعل الوحش بفعل الإنسان الذى احتقر أحقر و ابشع أداة للتعذيب و هى السجن!"
انتهت كلمات السعدنى و أسالك الآن فى أي سجن تعيش و ايهما تفضل؟
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة