محمد فهيم

عندما تزأر الجرذان

الأحد، 27 يونيو 2010 01:25 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما تزأر الجرزان فاعلم أنك فى عالم مقلوب مغلوط يعلو فيه الباطل على الحق، ويسطو فيه الزيف على الحقيقة، ويطغى الكذب على الصدق ويصير صاحب الحق فيه مهانا ذليلا وتصير فيه الأسود حملانا تسعى وراء الكلأ والماء وتنسى أنها خلقت للصيد والنزال ويعلو فيه شأن الجرذان فيصم صوت زئيرها الآذان فتاهت المعالم وأعلنت حالة الحداد بعدما ماتت العدالة وسقط الحق مغشيا عليه وداسته أقدام الظالمين فى مصرنا المسكينة التى انتشر بأرجائها الظلم والبغى وما عادت لشمس الحقيقة فيها من نور وحلقت بها أطياف الظلام ولم تعد تسمع إلا نعيق البوم وفحيح الثعابين وطالت بها أيدى اللئام وما عاد للكرام من كرامة بعدما أُسقطوا من الحسابات وسطا عليه الأفاقون فسقطت فى ذيل الأمم.

فيا للعجب فكم ذا بمصر من المضحكات فها هى قضايا الفساد والمفسدين تملأ حنباتها وهاهم بكل تبجح وجبروت مزقوا عنها ثيابها وعروا أمام العالم جسدها وكشفوا حجابها من فوق رأسها فتناولتها الايدى والألسنة ونال منها الحاقدون وسقط جل أبنائها فى بئر الجوع والفقر والذل وعاش فيها الفاسدون محاطين بكل أنواع الرعاية والعناية ولم يكفهم بل سرقوا ماتبقى من الفتات وهربوا به لينفقوه فى مواخير أوروبا وأمريكا ويضعوا أموال الجائعين بين نهود العاهرات كى ينالوا منهن لحظات متع آثمة ولم يبخلوا عليهن بملايين البسطاء التى بعدما أضاعوها عادوا بأقنعة وماسكات ودموع التماسيح يعلنون التوبة ويطلبون جدولة الحساب الذى لم يحاسبهم عليه أحد وما يهدفون إلا أن يهبشوا هبشة جديدة اكبر من الأولى بقمة التبجح ألم يعلموا أنهم لن يجدوا ما يسرقون فقد تركونا حفاة عراة جياعا نتقاتل أمام المستشفيات للحصول على مسكن أو خافض للحرارة أو الأنسولين ولبن الأطفال ونموت فى طوابير الغاز والعيش ولا نجد الأرز والسكر واللحمة.

فماذا تريدون منا أيها السادة الجرذان ألم تشبعوا بعد وإن كان ولابد وأن تسرقوا ما تبقى من الفتات فأرجوكم أن تريحونا من الدنيا أرجوكم أن تقتلوا أبناءنا أمام أعيننا بدلا من أن نتركهم لأبنائكم يذلونهم كما فعلتم بنا أو يجوعونهم كما أجبرتمونا أن نضع الحجارة على بطوننا من ألم الجوع أو يقتلونهم بالبطىء كما قتلتمونا بالسرطان والتهابات الكبد والكلى وما شابهه.

أرجوكم اقتلوهم أولا حتى نطمئن عليهم ثم اقتلونا بعدهم وهنا لكم الشكر ومبروك عليكم ماتبقى من أشلاء مصر خذوه ولكن أرجوكم أن تتركوا أجسادنا فى لحودها ولا تبيعوها هى الأخرى مع ما سوف تبيعون!!!!






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة