عزيزى كمال
تحية طيبة وبعد
تتذكر جيدا أن تعارفنا كان على أرض محايدة، حينما كنا فى زيارة لكوريا الجنوبية قبل عامين، وأننا خلال الفترة التى أمضيناها فى سول وغيرها من المدن الكورية توطدت علاقتنا وتحولت إلى صداقة جميلة، كما تتذكر أحاديثك معى عن حبك لمصر، وأنك زرتها عدة مرات خلال عملك صحفيا فى مكتب الأهرام بالجزائر، وكم كانت سعادتى بالغة وأنا أنصت إليك وأنت تتحدث بلهجة مصرية وتخبرنى عن المسلسلات المصرية التى تهوى متابعتها، وأهمها على الإطلاق رأفت الهجان، وتعلم يا كمال أننا عقب عودتنا لبلادنا كنا على تواصل عبر الأيميل والفيس بوك، ولم يكن هناك ما يعكر صفو الود والتقدير الممتد بينا، إلى أن كتب على منتخبى البلدين التنافس على حجز مقعد الوصول لنهائيات كأس العالم المقامة حاليا فى جنوب أفريقيا، وجرى ما جرى من اتهامات باطلة بمهاجمة أتوبيس البعثة الجزائرية، عقب خروجها من المطار فى طريقها للفندق.
حينئذ كانت فاجعتى الكبرى فيك، فقد استضافتك قناة العربية آنذاك وأخذت تكيل الاتهامات لمصر ولجمهورها بشكل انفعالى واستفزازى، مما دفع المذيع لمطالبتك بعدم التجاوز والهدوء، ثم تابعت على الفيس بوك تعليقاتك مع أصدقائك خارج وداخل الجزائر، وكلها كانت خاطئة ومغرضة، وأتذكر أننى بادرت بكتابة رسالة إليك دعوتك فيها لعدم الانسياق وراء غوغائية الإعلام الجزائرى الذى تخطى كل الحدود المهنية والأخلاقية خلال تعامله مع الأزمة، لكنك للأسف لم تكترث بالرد، وتابعت أيضا تقاريرك المصورة بحكم عملك مراسلا لإحدى القنوات الفرنسية.
وأصدقك القول ياكمال أننى حزنت لموقفك والذى وجدته متناقضا تماما مع ما كنت أسمعه منك حول الحوار وأهميته والتقين من المعلومات وإلا نفعل مثل من وجد مشاجرة فى الشارع فهرع لضرب الضحية، حتى بدون معرفة سبب الخناقة ومن الذى على صواب ومن المخطئ. لم أجد بدا ياعزيزى كمال من ابتلاع حسرتى ومرارتي، فى وقت كنتم تؤكدون أن المنتخب الجزائرى هو الأجدر والأصلح لتمثيل العرب فى المونديال، على الرغم من أن غالبية المعلقين الرياضيين فى مصر وخارجها اجمعوا على أن فريقكم يفضل اللعب العنيف وليس بالمستوى الذى يتحدث عنه الجزائريون.
على كل ياكمال حصلتم على بطاقة التأهل واحتفلتم بصخب بذلك مع متابعة التهجم على مصر بسبب وبدون سبب فى صحفكم، وذهبتم لجنوب أفريقيا وخرج فريقكم من الدور الأول، وتلك ليست شماتة، وإنما بيان لواقع، ووجهة نظرى الشخصية البحتة أنكم لم تكونوا بالمستوى المطلوب وبشهادة خبراء كرة القدم فى الجزائر.
ما يهمنا يا كمال اليوم هو أنه على شعبكم مراجعة موقفه من مصر والمصريين، فماذا عساكم تقولون الآن؟ هل مصر هى المسئولة عن خروجكم أم أنكم لم تكونوا بالكفاءة اللازمة للاستمرار؟
ومراجعة النفس ياكمال ليست عيبا ولا انتقاصا من قدركم ومكانتكم، ولا أجامل عندما أقول إننا فعلنا هذا قبلكم، واعترف العديد فى الساحة الإعلامية علانية بالخطأ، عندما ساهموا فى إشعال فتيل الفتنة بين الشعبين بما صرحوا به فى البرامج الفضائية أو كتبوه فى أعمدتهم ومقالاتهم بصحفنا الكثيرة، فماذا عنكم ياكمال؟ لقد حانت اللحظة للإقرار بأخطائكم معنا، وأرجو ألا يطول انتظارنا لذلك، والسلام ختام ياعزيزى كمال.
• كاتب صحفى بجريدة الأهرام
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة