قال الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى: إن جمال عبد الناصر هو الإنسان الوحيد الذى صدقه الشعب وخرج وراءه، ولكنه قتل أبناءهم فى سيناء مرة واثنين وثلاثة، ولكن عبد الناصر كان زعيم أمة ولن يتكرر، والأمريكان شوهوا صورته بحجة حبهم لنا، إلا أننى من أحد المدافعين عن عبد الناصر فى أيامنا هذه، لأنه عندما مات لم يجدوا فى جيب بنطاله عشرة قروش، فلم يسرق، ومات ولم يسدد أقساط بيته، وعندما طُلب البيت من زوجته لم تعارض أو ترفض، وقالت لم نخلق للعيش فى هذا البيت، بما يعنى أنه عاش شريفًا، ولكن رجال عبد الناصر "طلعوا عين اللى خلفونا"، فمن كان يمشى فى زمن عبد الناصر بدون مخبر فهو شخص "مشبوه" وإلا فإنه فى الأساس مخبر، إلا أننا كنا نجيد الهرب من المخبرين.
وأضاف الأبنودى خلال لقائه مع الإعلامى شريف عامر عقب فوزه بجائزة مبارك للآداب، وعرضه ببرنامج الحياة اليوم، مساء أمس، قائلاً: بسبب مباراة كرة خسرنا أشقاءنا فى الجزائر، ولدينا إعلاميون فى القنوات الرياضية يتمتعون بجهل كبير، وللأسف لم يخرج من بيننا رجل ويعتذر للجزائريين عن ضرب الأتوبيس، علينا أن نستكبر، مصر "حاطة رجل على رجل" ولا يصح ذلك، للأسف هناك حالة من الإهمال الشديد تجعل مصر محبوسة فى علبة.
حول متابعته للأحداث الجارية فى مصر قال الأبنودى: عندما يلتفت جيرانى إلى أن هناك عركة فى القاهرة، يبقى فعلاً هناك عركة حقيقية، ولكن كل ما يحدث هو "عركة فوقية" فيها من الدلال والحفاظ على المصالح، وفيها الناس اللى على نياتها، وإذا قامت وزارة المالية "اللى مطلعة عين الناس" بحملة وفتحت فيها ثلاجات الناس ووجدت فيها سوى "المياه" فقط أبقى أنا راجل غلطان، مضيفًا طوال فترة الناصرية كان خبز الناس من القمح، الآن الناس تقاتل من أجل العيش الحالى الذى لا يؤكل.
وتابع الأبنودى: شباب 6 أبريل شباب متفتح ورائع ووطنى فى زمن انهيار الشباب، ولكن لا يصح أن يحبس الشباب أنفسهم فى "اللاب توب" على الأقل يزورا إحدى القرى، إذا أردنا أن نغير دولتنا، فعلينا أن ننشئ حزبا جماهيريا حقيقيا، خاليًا من اللصوص والمزيفين والتجار والكذابين، فالسلفيون نجحوا بما يقدمونه من معونات (كرتونة فيها الزيت والسكر والمكرونة والأرز والصابونة) ومن تجنيد فتيات تسرى بين البيوت مثل "الفأر المبلول" تحجب البنات وتنقبهم ويصبحوا رصيد للسلفيين.
وعن المساعى المتعددة لخلق حالة من التغير فى مصر قال الأبنودى: نحن فى كل يوم ننام على ما قلناه، ونصحوا لنزيده سوءًا وفى آخر اليوم "عملنا اللى علينا ونشوف مسلسل تليفزيونى وننام"، مؤكدًا "التغيير لن يتغير بالكلام، فالثورة عمل يدوى"، ففى التعليم لا بد أن نبدأ من الصفر وليس لدينا من يفعل ذلك، علينا أن نبدأ من البداية فى كل شىء لنستطيع أن نتقدم خطوة.
وأوضح الأبنودى ردًا على سؤال شريف عامر له عن قلة كتابته للأغنية قائلاً: الناس فى أيامنا لم تعد تحتمل أغانى عبد الحليم حافظ ولا أم كلثوم، وللأسف محيت ذاكرة الناس، فالأغانى الآن كلها سباب بين المطربين والمطربات، عيال صغيرة تغنى "قوم أقف...وأنا جايبك من الزبالة" وكلام لا معنى له، فلم يعد نص الأغنية لدينا مهم، الأهم هو الإيقاع والرقص، مشيرًا "على مدى ثلاث سنوات قدمت أغنيتين فقط لمحمد منير ومروان خورى".
وتحدث عن كبار الشعراء وبعض المهنئين له فقال: فاروق شوشة رجل فاضل ونادر ويستحق كل جائزة ولكن تواضعه يحول دون الحصول على الجائزة، لأنه "مش فاجر" لا يقول ما بداخله، ومازلت أذكر له قصيدته فى أمل دنقل، فنحن أصدقاء أمل دنقل لم نستطع أن نكتب بيتين مثله، ومحمد إبراهيم أبو سنة إنسان دمث الأخلاق، مؤدب جدًا، وأدبه "هايموته"، كما هنأنى الشاعر فاروق جويدة، وأحمد سويلم، والشاعر الشاب هيثم دبور وأنا من عشاقه جدًا، وقلت له بأنه شاعر رائع، والشاعر عبد الناصر علام، ومن الروائيين جمال الغيطانى وخيرى شلبى وهما من أهل البيت لا يحسبان، كما اتصل بى إبراهيم أصلان، وإبراهيم عبد المجيد، لم يتصل بى أحد من السياسة لأنهم "عارفنى فضحى"، حدثتنى الإعلامية منى الشاذلى وأبدت سعادتها إلا أنها أكدت دهشتها بحصولى على الجائزة، فقلت لها: هناك مسافة ما أدت لحفاظنا على ما يربطنا بالدولة.
وبعد عودتى من فرنسا وأنا أمكث هنا فى قريتى، عام ونصف وأنا بعيد عن المنتديات الأدبية، وبرغم ذلك حصلت على الجائزة، وهذا ما اعتبره وسام جديد، فأنا لم أطالب الناس أن ينتخبونى، وصديقى الشاعر والناقد الدكتور نصار عبد الله الأستاذ فى جامعة سوهاج، قال لى بأنه سوف يرشحنى ولكنى فوجئت بأن جامعة سوهاج رفضت ترشيحى للجائزة واتهمتنى بأننى شيوعى، ولكننى علمت بترشيحى من أكاديمية الفنون للمرة الثانية.
الأبنودى بعد فوزه بجائزة مبارك: عبد الناصر صدقه الشعب فقتل أبناءه ومات شريفًا.. ووزارة المالية طلعت عنينا ولو فتشوا الثلاجات لن يجدوا سوى المياه
الأحد، 27 يونيو 2010 09:28 ص
الشاعر عبد الرحمن الأبنودى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة