مثقفون: حال الكاتب المستقل أقل من المواطن البسيط

السبت، 26 يونيو 2010 03:58 م
مثقفون: حال الكاتب المستقل أقل من المواطن البسيط الروائى محمود الوردانى
كتبت هدى زكريا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أجمع عدد من المثقفين والكتاب، على أن الكاتب أو المثقف المستقل فى مصر يعامل أقل من المواطن البسيط، وكأنه يُعاقب على اختيار الاستقلال والابتعاد عن الأضواء والجهات والمؤسسات الرسمية، فتكون نتيجة ذلك أنه يُحرم من مهرجانات وزارة الثقافة ولا يُدرج اسمه فى قوائم الحاصلين على الجوائز والمنح، مؤكدين على أن كل كاتب يختار أن يكون بعيدا عن المؤسسة عليه تحمل نتائج ذلك حتى يكون مصيره أن يموت وحيدا مثل الناقد الراحل فاروق عبد القادر.

قال الروائى محمود الوردانى، إن المؤسسات والقطاعات الرسمية لا تقبل بفكرة استقلال أى كاتب أو مثقف عنها، وإذا أصر على هذا الاستقلال فعليه أن يتحمل عواقب ذلك وهى أن يعيش بعيدا عن الشهرة والأضواء التى رفضها برغبته وعليه أن يتقبل فكرة أن يموت وحيدا مثلما حدث للناقد الراحل فاروق عبد القادر.

وأضاف الوردانى أن الكتاب المستقلين عادة ما تكون أفكارهم نابعة من عقولهم لا يمليها عليهم أحد، فينقدوا بمنتهى الحرية والصراحة غير مبالين بمنصب أو جائزة تُسحب منهم وهذا عادة ما يزعج أصحاب النفوذ والسلطة لإحساسهم بأن هناك من خرج عن السرب.
واتفق معه الكاتب عزت القمحاوى قائلا، لا يجب أن تقتصر فكرة الاستقلال على القول فقط ولكن الفعل أيضا، فنجد كثيرا من الكتاب المستقلين يفتخرون أمام الآخرين باستقلاليتهم وهم فى حقيقة الأمر يتعاملون مع جهات خارجية تفرض عليهم ما يٌكتبونه.

وأضاف القمحاوى أن الاستقلال التام سلاح ذو حدين، فهو مفيد من ناحية إتاحة هامش أكبر من الحرية للكاتب لينقد ويتحدث بدون قيود ولكنه فى نفس الوقت يساعد على إفراغ مؤسسات الدولة لعدماء الضمير، وأشار القمحاوى الى أن الكاتب المستقل قد يكون بعيدا عن الهيئات والجهات الرسمية ولكنه فى نفس الوقت يفتقد النزاهة، فنجد على سبيل المثال كتاب مستقلين خفضت أصواتهم ضد اسرائيل وتعاملوا معها كأنها ليست موجودة مراعاة لعلاقاتهم مع الغرب وضرب القمحاوى مثلا بالكاتب البرتغالى الراحل جوزيه ساراماجو الذى عاش بعيدا عن المؤسسات الرسمية وانتقد السياسة الإسرائيلية فى فلسطين المحتلة ووصفها بالنازية ولم يعدل عن وصفه قط.

وأضاف القمحاوى أن الكاتب الذى يختار الاستقلال عن الجهات الرسمية يتعرض لكثير من الأزمات على رأسها أزمة العلاج فى حالة مرضه، والتى عادة ما تدفعه لاستجداء الأموال من الغير مما يفقده قيمته ومركزه فى عيون الآخرين.

وقال الروائى طاهر الشرقاوى، إن دول العالم الثالث تتخلى عن أى كاتب لمجرد أختياره الاستقلال عنها وتتركه يعيش مثل أى مواطن بسيط وتتغاضى عن قيمته الثقافية والفكرية، وأشار الشرقاوى إلى أن الأمل فى الوقوف بجانب المثقف والكاتب المستقل يكون من قبل الجمعيات الأهلية والمستقلة.

وأضاف أن فكرة الاستقلال عن مؤسسات الدولة ليست فقط فى الثقافة ولكن فى مختلف المجالات وعادة ما يكون صاحبها سعيد بقراره هذا وقادر على تحمله مهما كانت النتائج والعواقب لأنه يفضل أن يكون بعيدا عن الجماعة يتحدث بمنتهى الشفافية بعيدا عن المجاملة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة