عثمان محمود مكاوى يكتب: الذين طغوا فى البلاد

السبت، 26 يونيو 2010 01:24 م
عثمان محمود مكاوى يكتب:  الذين طغوا فى البلاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أخبرنا القرآن الكريم عن العديد من القصص على مر التاريخ لنستخلص منها الدروس والعبر، من هذه القصص قصص الذين ظلموا وطغوا فى البلاد التى يحكمونها فأذاقوا رعاياهم أشد العذاب مثل قوم إرم التى كانت تتميز بقوة وعظمة أبنيتها من قصور مشيدة، وأيضا فرعون وملأه الذين كانوا يحكمون مصر حتى ادّعى فرعون أنه إله ويجب على الجميع طاعته وعبادته وأن الأنهار تجرى بإرادته، وهناك أيضا قوم لوط الذين كانوا يجاهرون بالذنب ويأتون الفاحشة من الذكور دون الإناث، وكذلك الملك دقلديانوس الذى أحرق المسيحيين فى الأخدود العظيم وسمى عصره بعصر الشهداء وكذلك قوم ثمود، هناك العديد من القصص القرآنى لمثل هؤلاء الطغاة والظالمين لا يتسع المجال للحديث عنهم، من خلال هذا القصص نستنتج أن دائما هؤلاء الطغاة يشتركون فى سمة معينة وهذه السمة هى الإفساد فى الأرض لأنه لا يستطيع الطاغى أن يطغى إلا إذا أفسد شعبه ومسئوليه حتى يتمكن من السيطرة على الجميع، فالكل يتذوق الحرام و يتمتع به، وهناك من يحلّ الحرام و يحرم الحلال، ويترك القوى ويعاقب الضعيف، كما أن الحاكم يفسد من حوله حتى يصير الجميع فاسدين وبذلك تنكسر أعينهم وتموت ضمائرهم ولا يستطيعون محاسبته على إجرامه وطغيانه، بل إنه يهبهم ويعطيهم العطايا ويترك أيديهم تعيث فى الأرض فسادا طالما أنهم يطيعون أوامره ويؤمِّنون حكمه ويزيحون الذين يزعجهم هذا الظلم والفساد حتى يستتبّ له الأمر والنهى، دائما ما كان يقف مع الحاكم رجال العسس الذين يتلصصون على الناس فى الشوارع والحوانيت والبيوت، فينكلون بالمعارضين أشد التنكيل ويقومون بتعذيب الأبرياء على مرأى ومسمع من الناس حتى ترتجف الأبدان وتنخلع القلوب وترتعد الفرائص إذا ما فكر الرعية فى الوقوف ضد هذا الطاغى، أمثلة الطغاة كثيرة ومتنوعة فكل إنسان يمتلك السلطة والصلاحية وتوكل إليه المناصب ويقوم بتكدير الناس هو ظالم وطاغ كالمدير فى العمل ورب الأسرة داخل أسرته والوزير فى وزارته والابن العاق مع والديه وإخوته والجار الظالم مع جيرانه والقاضى المرتشى والضابط الذى يستغل منصبه للتنكيل بالأبرياء، كل هؤلاء لهم حسابهم فى الدنيا وإن هربوا من الحساب فى الدنيا فالله لن يتركهم فى الآخرة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة