محمد حمدى

العودة إلى زمن الكوبونات

السبت، 26 يونيو 2010 12:26 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ربما لم يسمع الكثير من الشباب عن عصر الكوبونات من قبل، وربما لا يعرفون ماذا يعنى المشروع المقترح لتوزيع أنابيب البوتجاز بالكوبونات، لكن هذا الإعلان يعيد، لمن يقتربون من عامهم الخمسين مثلى، ذكريات أربعين عاما مضت حين كان كل شىء فى مصر بالكوبون أو على بطاقة التموين.

لا أتذكر كيف كانت مصر تعيش قبل هزيمة يونيو 1967 فقد كنت فى الخامسة من عمرى، لكن السنوات التى تلت الهزيمة حملت فى مصر شعار إزالة أثار العدوان، وتوجيه كل الموارد من أجل المجهود الحربى، بما يعنى أن كل موارد الدولة موجهة لإعادة تسليح الجيش من أجل خوض معركة الكرامة وتحويل الهزيمة إلى نصر.

وخلال السنوات التى تلت نكسة يونيو 1967 وحتى حرب أكتوبر 1973، كان معظم المصريين يستخدمون "بوابير الجاز" فى منازلهم، ويصرفون على بطاقة التموين كوبونات لشراء الجاز أى الكيروسين أو السولار بكوبونات عبر سيارات تمر من الشوارع.

فى هذه السنوات كانت الحياة تبدأ وتنتهى عبر بطاقة التموين، فكل السلع على البطاقة، وكان القليل من الناس لديهم أموال لشراء ما يرغبون من خارج السلع المدعمة، لكنه لم تكن هناك من الأساس سلع تباع فى الأسواق، فملابس البيت عبارة عن قماش الكستور المدعم فقط، وملابس المدارس كلها من قماش الباتيستا المدعوم أيضا الذى يباع على البطاقة، ولا يرتدى الناس سوى أحذية تصنعها شركة "باتا" التى كان قد سبق تأميمها.

وأتذكر جيدا أننا كنا نعيد تصليح هذه الأحذية عدة مرات، لأنها لا تتوافر فى فروع "باتا" طوال الأيام، بل كانت تظهر فى أوقات محددة ونضطر للوقوف فى طوابير لعدة ساعات من أجل شراء حذاء، بعد أن اشتكت الأحذية من كثرة التصليح والخياطة.

انتهى هذا العصر عقب نصر أكتوبر 1973 وفتح الرئيس الراحل أنور السادات أبواب الحياة أمام مصر، وبدأ الدخول فى اقتصاديات السوق، وتدفقت السلع والخدمات، والأموال أيضا، وبدأنا نرى ما لم نعرفه من قبل، وانتهى عصر الكوبونات، حتى فكرت الحكومة فى إعادته من جديد مع إسطوانات البوتاجاز، من أجل ترشيد دعم الطاقة الذى يتجاوز سبعين مليار جنيه سنويا.

لكن السؤال المهم: هل نعيد تجربة الكوبونات مرة أخرى، أم نحرر أسعار الطاقة ونحول أموال الدعم إلى زيادة فى مرتبات الموظفين، خاصة أن ذكريات الكوبونات لا تبدو جميلة على الإطلاق؟!












مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة