للأسف مازلنا تلاميذ أغبياء للواقع السياسى الذى نعيشه، ولازلنا نتعلم الدروس ونكررها بنفس الأخطاء، ويبدو أننا لم نتعلم من خبرة وتجارب الحياة شيئاً!!!
ومازلنا نقف فى طابور الصباح ونردد النشيد الوطنى دون فهم معناه، كل هذه الاستنتاجات نابعة من المدرسة السياسية الفلسطينية التى تفتقر لكادر حقيقى يقود الفصول وينظم الطابور ويعطى الدروس بضمير الانتماء، وهنا لابد أن نقدم الاعتذار لمن سبقونا وكانت لهم رؤية عميقة فى مدرسة الثورة كالمعلم الرمز ياسر عرفات الذى وضع على طاولة المفاوضات غصن الزيتون والبندقية بطريقة أكثر ترتيبا من الوقت الحالى، للأسف إن الملفات الحديثة تشهد تصدعا رهيبا على صعيد الصراع الفلسطينى الداخلى من ناحية المصالحة ومن ناحية المفاوضات الفاشلتين، وجدير بالذكر أن المصالحة الفلسطينية التى تتناثر أوراقها فى بعض الدول العربية لازالت تنتظر النقاط الإيرانية السورية حتى تترجم كى يفهما الشعب الفلسطينى، ومن وجهة نظرى أن تأخر تلك النقاط ينصب فى مصلحة إيران وسوريا وبعض الجهات التى من مصلحتها إن يبقى ملف المصالحة فى حالة تدهور كى تحقق مأربها وأهدافها السيئة على حساب القضية والشعب الفلسطينى، ولو كانت حماس على بينة من هذه التعقيدات وتحمل مسئوليات شعبها لما وصلنا إلى ماوصلنا إليه اليوم.
كل يوم نسمع أن ملف المصالحة على وشك الانتهاء وأن هناك أطرافا تسعى من أجل تحقيقها لكن مايدور فى الكواليس مختلف تماما، فحماس مازلت مترددة ولديها عقل مستورد
وفتح تسعى جاهدة لتحقيق المصالحة كى تتفرغ للجلوس على طاولة المفاوضات مع الاحتلال، والغريب فى هذا السياق إن حماس لا تعلم ماذا تريد بالضبط، على مستوى المقاومة فقد أوقفتها، ضرائب على الشعب الغلبان وفرضتها، مؤسسات تخدم المجتمع وأحرقتها، بنوك ونهبتها، تكسير وتهشيم للعظام وفوضى فعلتها، حصار وفرض علينا، بطالة، فقر وهم وغم لا تعد ولا تحصى، هجرات وتشتيت وتفريق وتمزيق زادت بنسبة كبيرة، ومازالت النكبات فى استمرار دون أى مراعاة أو عقل يفكر فى أجيال قادمة ترمى كل اللوم على من جعلونا نصل إلى عمق المأساة.
إذا ما الحل؟ وكيف سنصل إلى مستوى راقى فى حل خلافاتنا بعيدا عن العنصرية المفروضة، للأسف أن جميع الأطراف لا تعلم عمق الآلأم التى يعيشها الشعب الفلسطينى من يأس وإحباط اتجاه هذا الملف الشائك، جدير بالذكر أن المساعى المبذولة فى الوقت الحالى بالنسبة للمصالحة تعتبر خيط الأمل الوحيد للفلسطينى من عودة الصفوف ولملمة الجراح وانفراج الوضع السياسى والإنسانى لما يمر به أهل القطاع وأى فشل جديد سيطرأ على ملف المصالحة ستكون صدمة لكل الشعب الفلسطينى، آن الأوان أن نبقى تلاميذ سياسة أذكياء نطبق نظريات الراحل أبو عمار والشيخ أحمد ياسين كى نصل إلى أهدافنا ونستعيد زمن الكفاح بشرف وأمانة وصدق من أجل تحرير الأرض، وتبقى أهدافنا واحدة ( الوحدة الوطنية) والوطن للجميع.
* مخرج فلسطينى
إياد أبو روك يكتب: إلى متى سنبقى تلاميذ أغبياء؟!!
السبت، 26 يونيو 2010 09:43 م