أحمد حسن يكتب: هل العولمة وقصيدة النثر سبب تراجع الشعر؟

السبت، 26 يونيو 2010 06:18 م
أحمد حسن يكتب: هل العولمة وقصيدة النثر سبب تراجع الشعر؟ الكاتب أحمد حسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنت أجلس فى مقهى المجلس الأعلى للثقافة مع أصدقائى من الباحثين ننتظر حضور إحدى جلسات مؤتمر النقد الأدبى، فإذا بالشاعر والناقد الفلسطينى الكبير الدكتور عز الدين المناصرة ينضم إلى مجلسنا، ريثما يأتى «صديق» له كان قد واعده على اللقاء فى المكان ذاته، انتهزت الفرصة بعد أن رحبت به، وقلت له: سأستغل هذه الصدفة التاريخية وأسألك سؤالا مهمًّا كيف ترى مستقبل الشعر الآن؟

ولكى لا أجعل السؤال فضفاضا عقبت قائلا: إن سبب طرحى ذلك السؤال أننى فى أثناء متابعتى لإبداع كثير من شباب الشعراء المصريين يلفت نظرى أنهم يصنعون صنيعا مزدوج الدلالة؛ فهم بقدر ما يستمرون فى كتابة الشعر بقدر ما يدركون أنهم يلعبون لعبة خاسرة يكتفون من خلالها باختلاس الفرح المؤقت على طريقة أمل دنقل فى قوله: أيها الشعر يا أيها الفرح المختلس.

وإذا كان دنقل قد جعل الفرح العابر الذى يعترى الشاعر فى أثناء الكتابة مناهضا لسطوة القهر السياسى الذى تمارسه السلطة، فإن شعراء هذه الأيام يستشعرون قهرًا يمارسه الواقع عليهم بشتى تجلياته وتفاصيله السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية بل... والأدبية.

واستطردت قائلا: إن الشعراء يبتكرون صورًا تبدو فى ظاهرها فرحًا باقتناص القصيدة الجديدة لكنها فى بنيتها العميقة تظل رثاءً مبكرًا يفيض أسىً شفيفًا يعبر عن انزواء كل من الشعر والشاعر فى ركن منسى مهمل من حياتنا المجتمعية الراهنة.

وذكرت له أن أحد أصدقائنا من شعراء العامية أهدى ديوانه إلى أخيه قائلا: «ياريت ما تكونش زيى» ثم عاودت السؤال: كيف ترى مستقبل الشعر الآن؟ وهل هناك أمل فى استعادة الشعر لصدارة المشهد الأدبى مثلما كان فى جيلكم (جيل الستينيات)؟ فرد على قائلا: نعم هناك أمل، إن حالة «السأم» التى يعيشها الناس الآن ستصنع «الأمل المرتقب والنهضة المبتغاة».

ثم ذكر عاملين مهمين لتراجع الشعر الآن من وجهة نظره:
الأول: هو «قصيدة النثر» التى أفقدت اللغة حرارتها وأصابتها بالبرودة؛ مما جعل الجمهور ينصرف عن حضور الندوات، فى حين كان الجمهور فى الستينيات يملأ القاعات والمدرجات وضرب مثالا باحتفاليات الشعر التى كانت تقام فى كلية دار العلوم، وكان يُدعَى فيها للمشاركة إلى جانب شعراء كبار من أمثال محمود حسن إسماعيل وصلاح عبد الصبور وأحمد عبد المعطى حجازى.

العامل الثانى: هو «العولمة» التى جعلت النص الشعرى يتحول من «نص مسموع» يفيض بالإيقاع وبحيوية اللغة إلى «نص بصرى مقروء» يفقد الكثير من حرارة الشعر الصادقة.. جاء «الصديق»، وانتهى اللقاء، ولم ينته الحوار، الذى أعتقد أنه سيظل قائمًا فى نفوس كل من يتعلق بمحبة الشعر، ذلك الفن العظيم.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة