طبعا هو شئ حقيرلا يصدر إلا من ضعيف صغير ولكنه معتد مكير.
جذوة التمرد فى نفسى لا تموت وتجعلنى أرفض التزوير وأرفض أيضا الحكم الذى قام بالتزوير فلا شرعية مع التزوير.
رفض الحكم يعنى مقاطعة انتخاباته وهى خطوة على طريق طويل للعصيان المدنى بدأها الشعب مبكرا واليوم تبدأ النخبة مشاركة الشعب فى الالتفات لخيار المقاطعة.
روح القتال داخلى تدعونى لخيار الاشتباك مع النظام المزور فى معركة الانتخابات القادمة ولكننى أسأل نفسى عن التكافؤ بين هذا الطرف المقاتل فى معركة الانتخابات وغريمة المتجبر المزور.
إن أشكال التلاعب بحقوق كل من هو خارج نطاق الحزب الوطنى ومحاسيبه الذين باعوا أنفسهم من المعارضين والمشتاقين للرضا وأيضا الأشكال اللانهائية من الخنق لحركة المعارضين فى أى حملة إنتخابية تحت غطاء قانونى مصطنع، كل ذلك مع أشكال من التهديدات غير المباشرة يجعل القتال على صندوق التصويت مجرد المعركة الأخيرة.
لو تخيلنا أن الأمل أصبح حقيقة وأزاح الشعب سلبيته وخوفه الذى جبل عليه من جهاز الأمن وعنفه وحيله، فزادت أعداد المناضلين الذين يحمون نزاهة صندوق الانتخاب بأرواحهم، فماذا عن كل ما قبل ذلك من حيل مستفزة وخنق مانع، هل سنطالب فئات المواطنين المحفزين سياسيا بالتفاعل مع الاستفزاز وأساليب الخنق السياسى لدرجة الصدام العنيف وهو جائز الحدوث جدا وقد حدث من قبل؟
هل هذا وارد أن نأخذ على عاتق المعارضة قبول التحدى السافر فى كل محطات الطريق الطويل لأساليب التزوير المباشر والغير مباشر الى حد الصدام والعنف دفاعا عن الحقوق السياسية المهدرة.
الحقيقة أن النضال من أجل الديمقراطية يحمل ثمنا لابد أن يسدد فهل هو الصدام الذى أشرت إليه، إن قرار الاشتباك مع النظام المزور لابد أن يحمل ضمنا قرارا جديا بدفع الثمن أيا كان وعدم الانكسار، ماذا وإلا كان قرار الاشتراك فى الانتخابات القادمة لمجلس الشعب نوعا من الهزل وبيع القضية تحت دعوى المشاركة.
إن أهدافا مثل التواجد واستغلال حراك الانتخابات فى نشر الفكر المعارض وفضح تلاعب النظام بالحقوق السياسية وبالنزاهة وفضح التزوير وتدريب الكوادر ورفع لواء المعارضة فى مجلس الشعب القادم تبقى تخريبا لإمكانية بناء صف المقاطعة الواحد ما دامت فى ظل عدم أخذ قرار واضح ومدروس وجدى بالنضال ودفع الثمن كله.
أيهما أجدى تعرية النظام المزور من ديكوره الديمقراطى بالمقاطعة أم الاشتراك المهزوم من بدايتة لنصل الى تمثيل غير مشرف وغير قادر على تحويل حقيقى لأى دفة؟، بهذا النوع من المشاركة نكون ساعتها قد مكنا النظام من التباهى بمجلس شعب منتخب ظاهرا ومزور جوهرا، كشف هذا النظام المزور اللاديمقراطى ليس هو الهدف الآن فكل الشعب يؤمن أن الإنتخابات تزور والمجتمع الدولى كله على يقين أن هذا الحكم ديكتاتورى تحت غطاء مصطنع من الديمقراطية المزيفة وحرية الصراخ.
بعد هذا التزوير الفاضح لانتخابات الشورى فإن كفاحنا من أجل الديمقراطية قد تعدى محطة كشف التزوير، ما لم يكون القرار بدفع كامل الثمن الى حد الصدام العنيف دفاعا عن الحقوق السياسية وعن نزاهة العملية الانتخابية من بدايتها الى نهايتها فى صندوق التصويت، فإن الوقت الذى تبدأ فية مسيرة رفض التزوير والحرمان من الحقوق السياسية المقررة فى مواثيق حقوق الإنسان الموقعة عليها مصر قد حان وأصبح خيار المقاطعة واجبا كتصعيد للضغط إلى الدرجة التى ينصاع فيها النظام لتطبيق سيناريو "مرحلة الحكم الانتقالى" المحايد حيث التحول السلمى المنظم الى ديمقراطية كاملة وإجراء انتخابات نزيهة تحدد شكل الحكم النهائى.
* أستاذ بطب القاهرة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة