جرت العادة أن يشهد كل مونديال جديد أحداثاً وكواليس وطرق لعب جديدة مُبتكرة، للعديد من الأسباب، سواء لفكر المدربين أو اختلاف الظروف الفنية والبدنية للاعبين وغيرها، ويرى خالد بيومى، خبير الكرة العالمية، أن معظم المنتخبات المشاركة فى المونديال قامت بتغيير طرق اللعب من الطريقتين المعروفتين طوال البطولات الأخيرة، حيث كانت الفرق تلعب بطريقتى 4/4/2 و4/3/1/2، أما الآن فيلعبون بطريقة 4/2/3/1.
ويؤكد أن السبب الرئيسى للجوء المديرين الفنيين للمنتخبات إلى هذه الطريقة واللعب برأس حربة واحد فقط، يعود فى المقام الأول إلى ندرة المهاجمين، لذا بدأ الفكر يتغير من خلال وضع ثلاثة لاعبين خلف المهاجم من أجل إيجاد أكثر من حل هجومى من خلال الضغط الدائم مع المدافعين، بالإضافة إلى التأمين الدفاعى من الهجمات المرتدة السريعة.
ويضيف: «حتى الآن لم يتمكن أى منتخب من تطبيق هذه الطريقة بالأسلوب الحقيقى والوصول إلى النسبة العالية سوى المنتخب الألمانى، الذى يعد الأفضل حتى وقتنا هذا بجانب منتخبى هولندا وإسبانيا أصحاب الظهور الجيد أيضاً على عكس باقى المنتخبات الكبيرة الأخرى أمثال إيطاليا وإنجلترا والأرجنتين».
ويعتبر منتخب «الماكينات» الألمانية بقيادة يواخيم لوف، المدير الفنى، على رأس قائمة الأفضل لأن لاعبيه نجحوا فى تطبيق عملية التواصل التى تعد أهم مميزات طريقة اللعب الجديدة، وذلك نظراً لوجود أكثر من صانع لعب، والقدرة على التنوع فى اللعب، ووجود مساندة جيدة من الأطراف، والتفاهم الأكثر من رائع بين رباعى خط الهجوم، وهو ما تمت ترجمته على أرض الواقع بالفوز فى مباراتهم الأولى على أستراليا برباعية نظيفة، أما باقى المنتخبات فلم تستطع استغلال الأهداف المطلوبة من هذه الطريقة سوى الاكتفاء بالحذر الدفاعى والخوف من تلقى أهداف مباغتة، وهو ما يعد السمة السائدة على المنتخبات حتى الآن.
كما يرى بيومى أن مستوى حراس المرمى فى المونديال يُعد نقطة تثير علامات التعجب قائلاً: «لم يظهر معظم الحراس بالشكل المطلوب بما فيهم جيان لويجى بوفون، حارس مرمى المنتخب الإيطالى أفضل حراس مرمى العالم، وليس السبب فى ذلك، مثلما تردد، «جابولانى» الكرة الجديدة، فهى بعيدة تماماً عن الاتهامات، حيث إن الأخطاء الفنية للحراس هى السبب فى ظهورهم بهذا المستوى.. وأكبر دليل على براءة «جابولانى» هو أن هذه القاعدة خرج منها كل من تيم هاورد حارس مرمى المنتخب الأمريكى، الذى كان أداؤه جيداً للغاية فى مباراة منتخب بلاده أمام الأسود الإنجليزية، وإيتو يلينج كون،ى حارس مرمى منتخب جنوب أفريقيا، صاحب المستوى والأداء الجيد، وفينسنت إنياما، حارس مرمى منتخب نيجيريا الذى قدم أداء أكثر من رائع أمام نجوم «التانجو» الأرجنتينى على الرغم من خسارة النسور الخضراء بهدف «يتيم» إلا أن إنياما كان متألقاً للغاية، والدليل شهادة لاعبى الأرجنتين بعد المباراة بأن حارس النسور ظاهرة البطولة».
بالنسبة لـ«الحصان الأسود» يرى خالد بيومى أن الفرصة مازالت سانحة لظهور منتخب يستحق هذا اللقب، لأنه لن نستطيع الحكم الآن، فالوقت مازال مُبكراً، والمنتخب الصربى الذى رشحته فى وقت سابق لنيل هذا اللقب تعرض لهزة كبيرة أمام المنتخب الغانى لعدة أسباب منها الإصابات التى داهمت الفريق، فضلاً عن التقدير الجيد لمستوى «النجوم السوداء» صغار السن وأصحاب الجهد الوافر، ومع ذلك فالفرصة مازالت متاحة أمام منتخب صربيا لتحقيق الفوز فى الجولتين القادمتين والتأهل للدور الثانى.
