جاءت النتائج فى بداية نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا منطقية ومعقولة فى كل المجموعات التى أكدت أن جميع المنتخبات المشاركة استعدت جيدا للمونديال، وقامت بدراسة المنافسين بشكل دقيق، ولم تكن مفاجأة عندما سيطرت التعادلات على معظم المباريات الأولى، حيث كانت الفروق محدودة بين الجميع لأن الاتجاه السائد حاليا هو أداء الكرة الحديثة والاعتماد على التكتيك الخططى، يساعدهم فى ذلك ارتفاع مستويات اللياقة البدنية للاعبين فى نفس الوقت الذى قلت فيه سياسة الاعتماد على المهارات الفردية.
وأختلف كثيرا مع الذين ينتقدون كأس العالم 2010 ويرددون نغمة هبوط المستويات الفنية للفرق الكبيرة، لأننى أرى دائما البطولات الكبرى تشهد عمليات حسابية ترتبط بجميع النقاط بعيدا عن السعى للأداء، وكل فريق هدفه جمع أكبر قدر من النقاط ليصعد لدور الـ16 وعند التأهل للمواجهات الحاسمة التى لابد فيها من فائز تخرج الإمكانيات الكامنة فى الفرق، وتظهر الفروق المهارية لبعض النجوم والمدربين، وكلما دخلنا فى أجواء المونديال ترتفع المستويات الفنية والتكتيكية. وأعتقد أن كابيللو المدير الفنى لإنجلترا مازال فى جعبته الكثير الذى يدخره فى المواجهات المقبلة، ونفس الحال ديل بوسكى لإسبانيا.
وأعتقد أن الأداء الجماعى أصبح سر الانتصارات فى الكرة العالمية.. والفريق الذى يستطيع تكوين مجموعة متجانسة متفاهمة يمكنه تحقيق الانتصارات حتى لو افتقد النجم الموهوب. وأرى أن الماكينات الألمانية والماتادور الإسبانى يعتمدان على الأسلوب الجماعى الذى يمثل السر فى الانتصارات والتفوق، وحتى الفريق الأرجنتينى الذى يضم الموهوبين ميليتو وتيفيز وهيجوين إلا أن تجانسهم وتعاونهم أعطاهم قوة وشكلا مختلفا دفع الكثيرين للتأكيد على أنه فريق كامل الأوصاف من الأداء الجماعى والكرة الحديثة ومجموعة المهارات الفردية، وهو ما لا يتوافر فى المنتخبات الأفريقية.
وبالنسبة للكرة الأفريقية فقد قدمت أداء يعبر عن المستويات الحقيقية لمنتخباتها، أما فريق جنوب أفريقيا فقد جاءت نتائجه منطقية، وعاملا الجمهور والأرض غير كافيين لتحقيق أحلام وطموحات الجماهير، حيث استطاع فريق أوروجواى كشف عورات منتخب «الأولاد» والثلاثية كانت طبيعية. وأعتقد أن كوت ديفوار وغانا تمتلكان فريقين قادرين على تحقيق طموحات الأفارقة فى التأهل للأدوار التالية والمضى سويا نحو الأدوار النهائية لأنهما خير من يمثل القارة السمراء.. ولاشك أن وجود السويدى أريكسون فى القيادة الفنية أضاف الكثير للأفيال الإيفوارية من زيادة الوعى الخططى والتكتيكى بين اللاعبين وشاهدنا جميعا مباراة الأفيال مع البرتغال التى سيطر فيها الفريق الإيفوارى على زمام الأمور وخطفت البرتغال نقطة غير مستحقة بعدما أهدر عبدالقادر كيتا وكالو عدة فرص للتهديف.
ونفس الحال بالنسبة للمنتخب الغانى الذى يضم مجموعة من المهارات الشابة كشرت عن أنيابها فى المونديال بتخطى الفريق الصربى وينتظر أن تكون مواجهة الغد مع ألمانيا غاية فى الصعوبة للفريقين اللذين يمتلكان حظوظاً متساوية للفوز.
ولم يقدم منتخب الكاميرون المنتظر منه ووضع نفسه فى موقف صعب بعد الخسارة المفاجئة أمام اليابان وفشل إيتو وألكسندر سونج وإدريسو فى التعبير عن أنفسهم، أما منتخب الجزائر الشقيق فقد خيب الآمال فى تقديم عروض تشرف الكرة الأفريقية والعربية ورغم حزننا جميعا على الأداء الباهت للخضر فإن هذا كان أمرا منطقيا لأن الفريق الجزائرى مستواه هو الأضعف بين منتخبات المونديال وخسارته من سلوفينيا أنهت أى فرص أو آمال فى التأهل للأدوار التالية، ومنتخب الجزائر جهازه الفنى يقود الفريق بشكل روتينى بلا إبداع وهناك ثغرات بين صفوفه خاصة حراسة المرمى وكلها عوامل لا تساعد على تحقيق أى إنجاز.
تظل وتبقى ترشيحات الفائزين بكأس العالم محصورة بين البرازيل والأرجنتين وإيطاليا وإسبانيا وإنجلترا وألمانيا لأنها فرق تمتلك الطموحات والأدوات اللازمة للمنافسة.
طاهر أبوزيد
سقوط الجزائر «منطقى» جداً.. والمنافسة كلاسيكية بين الكبار
ضربة بداية 2010 «معقولة».. والسيطرة واضحة للكرة الحديثة
الجمعة، 25 يونيو 2010 02:17 ص
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة