صفوت الكاشف يكتب: وما أوتيتم من العلم إلا قليلا!

الجمعة، 25 يونيو 2010 07:12 م
صفوت الكاشف يكتب: وما أوتيتم من العلم إلا قليلا!

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال تعالى فى كتابه الكريم (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) من سورة الإسراء.. صدق الله العظيم .

ثلاث كلمات فاصلة حاكمة هى الله أو الرب حسب الآية، والروح، والعلم.. فما العلاقة بينهم جميعا، وتحديدا لماذا أتى ذكر العلم تاليا للروح، هل لذلك دلالة معينة؟

الله سبحانه وتعالى هو الخلاق العظيم، والخلاق صفة تعظيم للخلق أو لطلاقة الخلق، فهو يخلق ما يشاء ويختار (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون)، ولما كان الله هو الأول بغير ابتداء والآخر بغير انتهاء، وهو بكل شىء عليم، إذن فلقد انتفت المفاجأة والتعديل والتبديل لما يخلقه سبحانه وتعالى، ولذلك أقر القرآن الكريم بأن خلق الإنسان جاء على النحو الأمثل، ولقد خلقنا الإنسان فى أحسن تقويم، من مقتضيات الخلق أن يتم بعث الحياة، ومن هنا يأتى أمر الروح، والتى هى من لدن الله، ونحن لا نعلم كون الروح يقينا، بل نتلمس آثارها، فبدون الروح يتداعى جسد الإنسان، ويفقد سمة الحياة، ولقد علمنا أن ثمة ارتباط بين كل من الروح والرأس والجسد، فرأس الإنسان ضرورية استقراء لاستمرار الحياة، أما الروح نفسها فهى (حالة) لطيفة تنساب فى كامل الجسم كله، أما سلامة الجسد فمن ضرورات بقاء الروح، ومن ثم فإن سمة الحياة قد تفارق الإنسان نتيجة لنقض البنية أوالجسد بسبب من نازلة أصابته بتلف شديد لا يستقيم معه وجود الروح فى الجسد ومن هنا المفارقة أو (طلوع الروح) أو الوفاة.. هل رأى من أحد الروح وهى تنساب خروجا من الجسم، هذا مستحيل لشفافيتها، ثم إننا نعلم أن الروح دائمة التجول، خروجا مؤقتا من الجسم أثناء النوم، ثم عود إليه حال اليقظة، وخروجا نهائيا حال الوفاة أيضا، ولقد أفاد الأثر والمنقول عن الرسول الكريم (ص) ذلك، بل وأفاد أيضا بأن الأرواح جنود مؤلفة ما تعارف منها أئتلف وما تناكر منها اختلف.. الأرواح تتلاقى حال النوم، وحال الوفاة، كما قد علمنا، ولا يعود إلى الأجساد إلا الأرواح التى لم يقض عليها بالموت أو (الوفاة) فالوفاة هى من استيفاء الأجل وانقضائه، كما قضى الله أزلا من قبل أن يبرأ أو يخلق الأرض والسموات أيضا ومن عليهن، بل إن كل ذلك مكتوب فى علم الله، وفى لوح القدرة، سبحان الله !!

رغم التقدم العلمى الأكيد، وترسانة الأجهزة الطبية الفائقة القدرة، وأجهزة الكشف بالأشعة، بكافة مسمياتها، وقدرة الأشعة المنبعثة من هذه الأجهزة على تفحص الجسم اختراقا لأنسجته، بل وعمل قطاعات لأجهزة الجسم الحساسة كالمخ والقلب، كما نرى حال عمل أشعة مقطعية مثلا.. إلا أن أى من هذه الأشعة لم تستطع أن تتعرف على الروح أو كنهها، بل ومن سياق الآية التعجيزى، يمكن أن نعرف أن الروح محجوب أمرها عن الخلق، مهما تقدم العلم بهم، ولقد تقدم العلم فعلا، وإلى درجة مبهرة، وما زال إلى تقدم وتطور مستمرين، ولقد بقيت وستبقى دلالة هذه الآية، التى تنبهنا دائما إلى أن هناك سرا ما (الروح) قد ألغز علينا ولسنا بمستطيعين كشفه وتبيانه، وهذا يمثل قمة التحدى، وقمة المصداقية لآية قرآنية واحدة فقط، خفيت علينا معجزتها، فما بالكم بالقرآن الكريم!! كله، أنها المصداقية الكاملة دون أدنى شك!! كلاما من رب العالمين ..






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة