كثير من مؤرخى كرة القدم عمر، يعتبرون المنتخب المغربى أول فريق يشارك فى كأس العالم ببلوغه مونديال المكسيك عام 1970، فيما لا ينظرون باهتمام لمشاركة مصر«الرمزية» فى مونديال إيطاليا عام 1934 بعد مباراة تأهيلية واحدة أمام المنتخب الفلسطينى، وإذا كان تمثيل القارة الأفريقية فى العرس العالمى قد بدأ بمنتخب واحد فإن مونديال 2010 المقام حاليا بجنوب أفريقيا يضم 6 منتخبات من أصحاب البشرة السمراء هى: الكاميرون، نيجيريا، الجزائر، غانا، كوت دى فوار، جنوب أفريقيا علما بأنها فى الأصل خمسة ازدادت واحدا لإقامة الحدث لأول مرة فى القارة السمراء.. ليبقى السؤال حول مستوى المنتخبات الأفريقية ومدى أحقيتها بهذا العدد من المقاعد.
مصر لعبت مباراة واحدة، فى مونديال 1934، وخسرتها أمام المجر بأربعة أهداف لهدفين.. وكان الظهور المغربى معقولا فى المكسيك أمام الماكينات الألمانية بهدفين لهدف، ثم سقوط أمام البيرو بثلاثة أهداف للاشىء، ثم تعادل بهدف لمثله أمام بلغاريا.
أما عام 1974 فقد شهد ظهورا أفريقيا كارثيا بمونديال ألمانيا(الغربية آنذاك)، على يد منتخب زائير (الكونغو الديمقراطية حاليا)، وذلك بالخسارة بتسعة أهداف للاشىء أمام منتخب يوغوسلافيا، ثم سقوط بهدفين دون رد أمام منتخب أسكتلندا، ثم هزيمة بالثلاثة أمام البرازيل.
مشاركة المنتخب التونسى فى مونديال الأرجنتين 1978 جاءت لتصلح بعض ما أفسدته مشاركة نظيره الزائيرى. كان الظهور الأول للتوانسة نصرا بثلاثية فى شباك المكسيك بعدها سقطوا فى فخ الهزيمة أمام بولندا بهدف نظيف.. وفى آخر مبارياتهم ودع التوانسة البطولة بتعادل سلبى مشرف أمام المنتخب الفرنسى.
مونديال إسبانيا 1982 شهد مشاركة فريقين أفريقيين غيرا نظرة العالم للقارة التى اشتهرت بالفقر والجهل والحروب الأهلية.. المنتخبان هما الجزائر والكاميرون، الأول حقق نصرا مبهرا على ماكينات ألمانيا بهدفين لهدف، ثم حقق فوزا آخر على منتخب تشيلى بثلاثة أهداف لهدف، قبل أن يخسر بهدف يتيم أمام النمسا، وكان الجزائريون، هم الأقرب للتأهل لولا المباراة الفضيحة بين ألمانيا والنمسا التى انتهت بفوز الطرف الأول فى مباراة فاحت منها رائحة كريهة، أدت لصعود المنتخبين معا وخروج الجزائر مرفوع الرأس، أما منتخب الكاميرون فقد حقق تعادلا سلبيا مع إيطاليا ثم تعادل إيجابيا بهدف لمثله أمام كل من بوليفيا وبولندا.
مونديال المكسيك عام 1986 شهد عودة المنتخب المغربى للبطولة مرة ثانية، وحققت تعادلين سلبيين أمام إنجلترا وبولندا، ثم انتصار ولا على البرتغال بثلاثة أهداف لهدف، قبل توديع البطولة بهزيمة بهدف أمام ألمانيا فى دور الستة عشر، فيما خرج المنتخب الجزائرى هذه المرة دون أن يشعر أحد بوجوده من الأساس.
أما فى إيطاليا 1990 فقد استطاعت الكاميرون أن تغير نظرة العالم للكرة الأفريقية بأداء رائع ونتائج أروع، وأطاحوا بمنتخب الأرجنتين، قبل أن يهزم منتخب رومانيا بهدفين لهدف، ثم خسارة بنتيجة مشابهة أمام روسيا لم تؤثر فى صعود الكاميرونيين للدور الثانى لمواجهة كولومبيا، ليحقق الأسود فوزا مستحقا بهدفين للاشىء أهلهم لمقابلة المنتخب الإنجليزى، وخسر الكاميرون بثلاثة أهداف لهدفين، بينما خرجت مصر بعد تعادل مثير مع منتخب هولندا، بهدف لكل فريق، ثم تعادل سلبى ممل جدا أمام أيرلندا، ثم هزيمة من المنتخب الإنجليزى بهدف للاشىء، والطريف أن مبارة مصر وأيرلندا كانت سببا فى تعديل قانون اللعبة بمنع المدافعين من إرجاع الكرة بأقدامهم إلى أحمد شوبير حارس مرمى منتخب مصر.
فى مونديال أمريكا 1994 حافظ الكاميرون على مقعده شبه الدائم من 1982، ومعه ظهر المنتخب النيجيرى لأول مرة والمنتخب المغربى لثالث مرة، وخرج الكاميرون، بعد أداء باهت، من الدور الأول كانت محصلته التعادل مع السويد بهدفين لمثلهما، والهزيمة بثلاثة أهداف من البرازيل ثم تلقى هزيمة مخجلة من روسيا بستة أهداف مقابل هدف واحد، وكذلك خرج المغرب من الدور الأول بثلاث هزائم. أما المنتخب النيجيرى فقد كان قريبا من معانقة السحاب بعد تخطى الدور الأول والتقدم على إيطاليا، فى دور الستة عشر، بهدف ظل مثبتا على اللوحة الإلكترونية للملعب حتى الدقائق الخمس الأخيرة من المباراة إلى أن قلب باجيو ورفاقه المائدة على رأس النسور الخضراء الذين تلقوا هدفين بسذاجة. مونديال 1998 بفرنسا شهد مشاركة خمسة فرق أفريقية هى: الكاميرون، نيجيريا، المغرب، تونس، ولأول مرة فى تاريخها جنوب أفريقيا، وخرجوا جميعا من الدور الأول باستثناء نيجيريا صاحبة الحضور المميز فى الدور الاول فقط.
أما مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002، فقد شارك فيه الكاميرون، تونس، جنوب أفريقيا، نيجيريا، والسنغال فى أول ظهور لها بالمحفل العالمى، وبالرغم من ذلك فقد أعادت للأذهان الصورة المشرقة للكاميرون فى مونديال 90، بالتغلب على فرنسا حامل اللقب فى الافتتاح بهدف نظيف، ثم تعادل مع الدنمارك بهدف لهدف ومع الأوروجواى بثلاثة أهداف لمثلهم، ثم الفوز على السويد بهدفين لهدف فى الدور الثانى قبل أن يخسر نسور تيرانجا من تركيا فى دور الثمانية بهدف يتيم.
وأخيرا شهد مونديال ألمانيا 2006 مشاركة الكاميرون، تونس، كوت دى فوار، توجو، غانا، وأنجولا، علما بأن آخر ثلاثة منتخبات كانوا يظهرون بالمونديال لأول مرة فى تاريخم، ولم يحقق أى منهم ما يستحق الذكر باستثناء منتخب غانا الملقب بالنجوم السوداء، فبعد هزيمة بهدفين دون رد من إيطاليا، حامل لقب تلك النسخة، تغلب الغانيون على جمهورية التشيك بهدفين نظيفين ثم تفوقوا على أمريكا بهدفين لهدف، وفى الدور التالى تلقوا هزيمة منطقية من البرازيل بثلاثة أهداف للاشىء.
حصاد القارة السمراء بالمونديال هل يتغير؟
الجمعة، 25 يونيو 2010 02:17 ص
غانا وكوت ديفوار قدما أداء يليق باسم القارة السمراء
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة