سعيد شعيب

انتحار العمال فى الصين

الجمعة، 25 يونيو 2010 12:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم إعجابى، بل وانبهارى مثل كثيرين بنموذج الصين، إلا أننى كنت منزعجاً من الانهيار المروع فى الحريات، والانتهاك الفظيع لحقوق الإنسان، سجن ناشطين ومدونين، رقابة على الإنترنت، صراع رهيب مع شركة جوجل التى لا تريد الاستجابة لقيود حكومية على المستخدمين، ناهيك عن انعدام الحياة السياسية وسيطرة الحزب الشيوعى وحده رغم انتهاء الشيوعية، ورغم أن الصين أصبحت من أكبر الدول الرأسمالية.. فهل من الممكن أن يتعايش هذا الازدهار الاقتصادى الحر مع القمع والكبت؟

لا أظن، فكل الأنظمة الشمولية تحقق معدلات نمو مهولة ربما تمتد لسنوات، ولكنها سرعان ما تنهار، مثل إمبراطورية الاتحاد السوفيتى والدول الاشتراكية، ولكن الازدهار الصينى لا يمكن مقارنته بالازدهار الاشتراكى القديم، فعلى الأقل كانت هذه النماذج تحترم حقوق العمال، وهذا ما لا تفعله الصين، وهذا هو السبب الرئيسى فى الرخص غير المعقول لأسعار السلع التى تصدرها للعالم. وقد وصل الظلم البشع إلى درجة انتحار العمال، وهذه الأوضاع أثارها الدكتور عبد الهادى محمد عبد الهادى فى مقالته على موقع "صحفيون متحدون"، فقد نشرت جريدة الشرق الأوسط بتاريخ 28 مايو 2010 خبراً عنوانه: "انتحار عامل عاشر فى مصنع صينى ينتج جهاز "آى باد"، وذلك فى مصنع واحد هو "فوكسكون تكنولوجى"، وهى أكبر شركة لتصنيع الإلكترونيات فى العالم، والتزمت الحكومة الصينية الصمت طويلا، ثم قال سكرتير عام الحكومة المحلية فى شينتشن التى يوجد بها المصنع، إن المنتحرين معظمهم من مواليد الثمانينات والتسعينات، ولديهم قدرات ضعيفة على التكيف مع الضغوط النفسية والمعيشية وظروف العمل".

وطبقا لمنظمة معنية بمراقبة أوضاع العمل فى الصين، مقرها نيويورك، فقد شكا العمال من الأجور المتدنية، حيث يبلغ الراتب الأساسى 950 ريمبينى (حوالى 113 دولار) شهرياً، وأن بدل وجبة الإفطار لا يزيد على 30 سنتاً أمريكياً، ومن ساعات العمل الطويلة التى تتراوح بين 10- 12 ساعة يوميا، لستة أيام فى الأسبوع، ومن ساعات العمل الإضافية كل يوم تقريباَ، ومن الضرب والإساءة اللفظية، ومن سرعة خطوط الإنتاج، والقيود حتى على الذهاب إلى الحمام!!

وهذا نموذج لمصنع واحد.. فهل يمكن التغاضى عن هذه الانتهاكات العنيفة مقابل الازدهار الصينى الذى يروج له البعض فى بلادنا؟

لا أظن، فملعون أى ازدهار مغموس بدماء الغلابة.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة