مثيرون للجدل.. متمردون.. غير نمطيون، بل ومتفردون فى طريقة تفكيرهم وفى رفضهم للقواعد العامة، كما أن الصورة التى ظهروا بها خارج المستطيل الأخضر غالبا ما توافقت مع تصرفاتهم داخله, ومع ذلك لايزالون يحتفظون بمكانتهم كمجموعة من أفضل اللاعبين الذين ألهبوا حماس المشجعين، وتحولوا إلى أبطال فى عيون عشاق الساحرة المستديرة.
بعضهم اعتزل بالفعل.. كما أن من بينهم من اختلط لديه التراجع على المستوى البدنى بسلسلة طويلة من الفضائح، ولكن جميعهم بلغوا أعلى المستويات وتركوا بصماتهم فى تاريخ كرة القدم العالمية، فيما لاتزال أسماؤهم محفورة فى أذهان مشجعى الفرق التى احترفوا فيها.
واين رونى
لاعب الكرة العبقرى ومهاجم مانشستر يونايتد والمنتخب الإنجليزى الفذ، والذى سيكون واحدا من نجوم مونديال 2010 بجنوب أفريقيا، الذى يشارك فيه تلاحقه سمعته كـ«متمرد» أو مشاغب، وهى الصفة التى لازمته طوال 24 عاما هى عمره بأكمله، كما لازمته فى طفولته ومرحلة مراهقته فى كروكتستث (ليفربول)، حيث اشتهر بالعنف، وكان طرفا فى العديد من المشاجرات فى عدد من الحانات.
وفى مرحلته كلاعب كرة، والتى استهلها مع إيفرتون فى سن 16 عاما (بالتحديد فى 17 أغسطس 2002) وانتقل خلالها لصفوف مانشستر يونايتد فى عام 2004 فى واحدة من الصفقات الأغلى فى تاريخ الكرة الإنجليزية، إذ انتقل مقابل 40.5 مليون يورو، كشف رونى عن شخصيته فى الملعب، ومعاركه المستمرة مع مدافعى الفرق المنافسة ومزاجه العصبى عند الخسارة، مما جعله يوصف «بالطفل السيئ» فى سنواته الاحترافية الأولى.
وبالفعل منذ مونديال 2006 لا يحتفظ اللاعب بذكرى جيدة منذ طرده فى الدور ربع النهائى أمام البرتغال، بعد تدخل عنيف دفع زميله السابق بمانشستر، البرتغالى كريستيانو رونالدو، إلى المطالبة بطرده، وألقى رونى باللوم على كريستيانو وقال إنه السبب فى نيله البطاقة الحمراء، وأضاف أنه أراد «أن يقسمه إلى شطرين».
بول جاسكوين
يعد أفضل لاعب خط وسط فى تاريخ إنجلترا، وتصدرت أخباره عناوين الصحف المحلية لاعبا وأيضا بعد اعتزاله. احترف فى فرق توتنهام ولاتسيو ونيوكاسل، ووصل مع المنتخب الإنجليزى إلى قبل نهائى مونديال 1990 بإيطاليا. ويعيش جاسكوين حاليا فى حالة إفلاس وباع منزله ولا يستطيع حتى إعالة ابنه.
تعرض جاسكوين، لاعب الوسط الذى أحرز العديد من الأهداف فى مرمى الخصوم، إلى مشكلات عدة خلال الأعوام الأخيرة بسبب شرب الكحوليات وتناول الحبوب المخدرة، ومعاناته من اكتئاب شديد، كما لعب دور البطولة فى العديد من المشاحنات مع الجماهير أدت لاعتقاله أكثر من مرة.
شتيفان إفينبيرج
لاعب خط وسط بايرن ميونيخ الألمانى، يبلغ من العمر 41 عاما ويلقب بـ«النمر»، يعد واحدا من أفضل اللاعبين الألمان فى كل العصور، واعتزل اللعب عام 2004 بعدما لعب فى صفوف العربى القطرى. يعد واحدا من أفضل 11 لاعبا يمثلون التشكيلة الأساسية فى تاريخ بايرن ميونيخ، اختارتها مشجعو الفريق البافارى، ووضعه جنبا إلى جنب مع أساطير أخرى مثل فرانز بيكنباور وكارل هاينز رومينيجه وجيرد مولر «توربيدو».
واعتبر إفينبيرج مع نهاية رحلته الكروية بأنه أحد لاعبى النخبة، والتزم بوعده وكتب مذكرات غنية بالفضائح التى كشفت علاقته مع زوجة زميله بفريق بايرن ميونيخ، توماس شترونز، وتدعى كلاوديا الجذابة، وتزوجها اللاعب السابق فى عام 2005 بعدما طلق زوجته.
جورج بست
سجل نجم أيرلندا الشمالية جورج بست علامة بارزة مع مانشستر يونايتد، وفاز معه بكأس أوروبا عام 1968. وفى نفس العام حصل على جائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب.
ولكن رغم البطولات التى حققها بست، والتى سجلت له، فقد سجل له أيضا إدمانه الكحوليات، والمخدرات وعلاقاته النسائية، حتى إنه قال فى إحدى المرات: «فى عام 1969 تركت النساء وإدمان الكحوليات لمدة 20 دقيقة فقط، وكانت أسوأ عشرين دقيقة فى حياتى».
بست بمرور السنين، ففى عام 2003 نقل إلى المستشفى لإصابته بالتهاب رئوى، وفى العام التالى خضع لعملية زرع كبد، وفى النهاية عانى من نزيف داخلى تسبب فى وفاته فى 25 نوفمبر 2005.
فاوستينو أسبريا
يعد فاوستينو أسبريا واحدا من أفضل لاعبى أمريكا الجنوبية. حصل مع فريق بارما الإيطالى على لقب كأس الكؤوس الأوروبية، وكأس السوبر مرتين، لكن فضائحه خارج المستطيل الأخضر منعته من استكمال مشواره. وتمادى اللاعب فى السهرات الليلية والعلاقات العاطفية وكذلك فى حوادث المرور المتكررة. وأخذت عليه إحدى تصريحاته التى قال فيها عام 1996 لوسائل الإعلام الإيطالية إن «النساء لا يجلبن سوى المشاكل». وفى العام التالى تورط فى فضيحة عاطفية مع عارضة الأزياء والممثلة لادى نورييجا. وظهر عاريا على غلاف مجلة «سوهو» الصادرة فى عام 2007. وأصبح أسبريا (40 عاما) بعد ذلك رجل أعمال ناجحا ويقدر البعض ثروته بنحو 15 مليار بيزو (حوالى 7.5 ملايين دولار).
مارادونا
بالنسبة للكثيرين هو أفضل لاعبى كرة القدم فى التاريخ.. إنه دييجو مارادونا الذى أكمل نصف قرن من العمر بعد حياة مليئة بالأحداث توج فيها الأسطورة الأرجنتينى مع منتخب بلاده بطلا لكأس العالم فى المكسيك 1986، وسجل هدفين لا ينساهما التاريخ فى مرمى منتخب إنجلترا، الأول معروف باسم «يد الرب» والثانى بعدما راوغ نصف دستة لاعبين من المنتخب الإنجليزى، وفى مونديال 1990 قاد فريقه للمباراة النهائية التى خسرها فى النهاية أمام ألمانيا ليصبح الوصيف.
وخلال احترافه فى نابولى الإيطالى أدى تعاطيه للمخدرات واتهامه بالأبوة غير الشرعية إلى ترك النادى، وكلفه تحليل للدم كشف عن تعاطيه الكوكايين فى عام 1991 إلى معاقبته بترك اللعب لمدة 15 شهرا، مضافة إليها عقوبة السجن لمدة 14 شهرا بتهمة حيازة المخدرات.
خلال مونديال الولايات المتحدة الأمريكية عوقب اللاعب من جديد من قبل الفيفا بالإيقاف لمدة 15 شهرا لثبوت تعاطيه مادة الإيفيدرين وذلك فى اختبار للكشف عن المنشطات خضع له بعد مباراة نيجيريا. وفى يناير عام 2000 سافر الأسطورة الأرجنتينى إلى كوبا ودخل مصحة «لا براديرا» بالعاصمة هافانا، وتعددت زيارات مارادونا للمراكز الصحية فى بلاده وفى كوبا. وفى مارس 2007 دخل مارادونا مستشفى بجويميز بالعاصمة بيونس إيرس، حيث تعرض طبقا لما ذكره الفريق الطبى لوسائل الإعلام آنذاك، لخلل بدنى ناتج عن الإفراط فى تناول الأطعمة والكحوليات.
مارادونا