«أينما يحل الجمهور الجزائرى فى الملاعب يحل الشغب والعنف الكروى» هذه العبارة لا يختلف عليها اثنان بعد الأحداث الكثيرة والمواقف المتكررة للجمهور الجزائرى فى جميع ملاعب العالم بدءا من الدورى المحلى هناك، مروراً بتصفيات كأس العالم، حتى وصل الأمر إلى ملاعب جنوب أفريقيا فى مونديال 2010.
لا يمكن أن يتم منع الجماهير من مؤازرة منتخبها، ولكن عندما يصل الأمر إلى حد العنف الكروى تظهر علامات الاستفهام والجمهور الجزائرى خير مثال على ذلك، فبعد عودة الجزائر للساحة العالمية بدأت الصورة العنيفة لجماهيرها تظهر أكثر بعدما خرجت من الساحة المحلية إلى العالمية، متفوقاً على الجمهور الإنجليزى المعروف بميوله العدوانية وإثارة المشاكل فى الملاعب، ولكن وصول الأمر إلى ملاعب كأس العالم وتحديداً مباراة سلوفينيا التى شهدت أحداثاً غريبة هى الأولى من نوعها حتى الآن فى المونديال، بعد دخول مجموعة من المشجعين الجزائريين أرض الملعب اعتراضاً على هزيمة منتخب بلادهم فى مشهد يشبه كثيراً ما حدث فى ملعب أم درمان عندما امتلأ بالجماهير الجزائرية قبل وبعد المباراة الفاصلة أمام مصر، بالإضافة إلى الاشتباكات التى شهدتها المدرجات بين الجماهير الجزائرية والأفريقية التى كانت تشجع منتخب سلوفينيا كما قام أحد المشجعين الجزائريين بالاعتداء على مشجع مصرى كان متواجدا فى ملعب بيتر «موكابا» الذى استضاف اللقاء.
السؤال الذى يطرح نفسه بقوة هنا هو.. أين الفيفا؟!.. وسط هذا العنف الكروى غير الطبيعى والذى تعدى كل الخطوط الحمراء ولماذا لا يتم اتخاذ أى إجراء ضد الجزائر حتى وإن وصل الأمر إلى الساحة العالمية وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع، الاتحاد الدولى أصدر عقوباته على اتحاد الكرة المصرى بعد أحداث مباراة مصر والجزائر فى القاهرة، إلا أنه يمارس دور الحاضر الغائب تجاه أى تجاوزات جزائرية.. ما السر وراء ذلك؟.. لماذا لا يأخذ الفيفا بعين الاعتبار السلوك المعتاد المعروف لجمهور معين ويقيس عليه ما يقدره من قرارات.
عندما تحدث التجاوزات الجزائرية فى الملاعب تجد استنكاراً شاملاً سواء على المستوى العالمى أو من الجزائريين أنفسهم الذين دائما ما يعترفون بوجود عنف غير طبيعى فى ملاعبهم كما توجد شكوى أوروبية من العنف الكروى الجزائرى الذى يتسبب فى حدوث أزمات داخل هذه الدول، خاصة فرنسا لتواجد عدد كبير من الجزائريين هناك والذين دائماً ما يسيرون فى الشوارع يخربون بعد المباريات الهامة سواء انتهت بفوز الجزائر أو هزيمتها، وأزمة مباراة سلوفينيا الأخيرة جاء بعدها اعترافات جزائرية بضرورة توقيع عقوبات من قبل الفيفا على الجمهور، وهو ما أكدته صحيفة النهار الجزائرية عندما قالت «تعد هذه الحادثة هى الأولى فى كأس العالم الحالية، وهو ما قد يعرض المنتخب الجزائرى لبعض العقوبات من جانب الفيفا، التى لا ترضى بمثل هذه الاقتحامات» كما نقلت وكالات الأنباء العالمية صوراً تدين الجمهور الجزائرى أثناء اقتحامه الملعب والتى تناقلتها معظم المنتديات والمواقع العربية، وإن كانت هناك حالة تجاهل غريبة للمواقع العالمية لهذه الحادثة.
كل من هو على دراية بالوسط الرياضى عند فتح هذا الملف يتجه تفكيره تلقائياً إلى نفوذ الجزائر بالاتحاد الدولى لكرة القدم بتواجد محمد روراوة المؤثر فى الفيفا، ولكن دون معرفة طبيعة عمله هناك، حيث إن روراوة عضو باللجنة القانونية فى الفيفا وممثل الشؤون السياسية فى اللجنة الإستراتيجية، كما يوجد جزائرى آخر بالاتحاد الدولى فى موقع مهم وحساس، ولكن لا يعرفه الكثيرون وهو حميد حدادى، عضو لجنة الانضباط، والذى يمثل درعاً واقياً للجزائر من عقوبات الفيفا، ولكن دون أى بروباجندا أو شو إعلامى مثلما يفعل روراوة الذى أصبح ظهوره على شاشات التليفزيون وصفحات الصحف أكثر من بعض رؤساء الدول.
لقد قامت الدنيا ولم تقعد حتى الآن عندما وقع أحمد شوبير فى خطأ فادح وقدم لخصومنا دليل إدانتنا بالتأكيد علنا على وجود مؤامرة دبرها مسؤولو اتحاد الكرة للاعتداء على أتوبيس الجزائر قبل مباراة القاهرة.. وجاءت الإدانة من الفيفا فى قضية جدلية لا أحد يعرف تفاصيلها وحدودها الحقيقية.. بينما العالم كله يرى العنف الجزائرى بعينه عبر الفضائيات وفى نفس الوقت لم يقل الفيفا شيئاً بخصوص المباراة الفاصلة فى السودان ولم يفكر فى توقيع أدنى عقوبة.. هل هذا عدل؟!
الفيفا «الحاضر الغائب» أمام العنف الكروى الجزائرى!!
الجمعة، 25 يونيو 2010 02:17 ص
الجمهور الجزائرى واصل هوايته فى المونديال
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة