أحمد عبد العليم يكتب: تكفير الفنان خالد وتجريم الشاب خالد!!

الجمعة، 25 يونيو 2010 02:32 م
أحمد عبد العليم يكتب: تكفير الفنان خالد وتجريم الشاب خالد!!

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أسهل شىء يمكن أن تفعله مصر هذه الأيام هى تكفير أو تجريم أو تشويه الآخر، وربما ما حدث وما يحدث مع الفنان خالد النبوى الآن هو أصدق مثال على ذلك، حيث تم تكفير خالد النبوى لمجرد أنه شارك فى فيلم عالمى به ممثلة إسرائيلية واتهامه بأنه خائن وعميل، وكذلك مع حدث مع الشاب المصرى السكندرى خالد سعيد بأنه كان مجرما، بل وخطر على أمننا القومى رغم أنه فى عداد الموتى، والأفضل أن نذكر موتانا بالرحمة والخير، وأن الأولى بالتجريم هم الأحياء اللآدميين الذين قتلوه.

خالد النبوى هو ممثل يشهد له العالم أجمع، شرف مصر خارجيا فى كل المحافل الدولية السينمائية الهامة فى مهرجان الأوسكار العالمى والسير على السجادة الحمراء بجانب نجوم العالم، وشرفها فى الداخل بأن خرج فى مظاهرات ضد إسرائيل تندد بالظلم والقهر الحادث فى لبنان وفى فلسطين.

رجل صاحب موقف حين سألوه عن الأمم المتحدة قبل أن يتم ترشيحه سفيرا لها، قال: "إنها الأمم المتحدة الأمريكية تعبيرا عن مدى ضعفها وأنها مجرد آلة فى يد أمريكا تضفى الشرعية على أعمالها الإجرامية" ولذلك رفض ترشيحه!.

قبل أن نتهم خالد بالتطبيع، وقبل أن نعاقب خالد على اشتراكه فى فيلم يدافع عن العرب، ويدافع عن غزو العراق ويُدين الإدارة الأمريكية فى عهد المجرم بوش، علينا أولا ًأن نعاقب أنفسنا وأن نغلق السفارة الإسرائيلية فى القاهرة، وأن نتوقف عن تصدير الغاز بأرخص الأسعار العالمية إلى تل أبيب.

الشعب المصرى يرفض التطبيع شكلاً وموضوعا ًوأعتقد أن على رأسهم خالد النبوى، ولكن ما فائدة الهروب من كل ما به إسرائيلى؟ لماذا تعودنا على الاستسلام؟ هروبنا.. هو إعطاء مساحة لأعدائنا كى يظهروا، لماذا لا ينسحبون هم؟!!!

اشتراك خالد النبوى فى هذا الفيلم هو رسالة غير مباشرة بأننا مازلنا موجودين، قبل أن يكتبوا عن خالد فى الصحف العالمية يكتبون الفنان "المصرى"، هى قوة ناعمة مصر فى أمس الحاجة إليها.

ما يحدث فى مصر يعبر عن الفجوة الكبيرة بين الشعب والحكومة، بين المستوى الرسمى والمستوى الشعبى، الشعب يرفض التطبيع بشدة والحكومة تقبله بشدة، المستوى الرسمى متمثلا فى نقابة الممثلين يرون الفنان خالد خائناً يجب التحقيق معه، بينما يراه غالبية الشعب ابن مصر البار وفخرا لهم.

الصحف القومية الحكومية ترى "الشاب خالد" مجرماً يتعاطى المخدرات وخطر على النظام، بينما يراه الشعب شاباً محترماً ضحية للنظام!

إذا كفرنا الفنان خالد النبوى، لأنه شارك فى فيلم يدافع عن حقوقنا لمجرد أن به ممثلة إسرائيلية فهذا هو قمة التطبيع مع إسرائيل، وننفذ أجندتها بكل حرفية فى ألا يعلم العالم عن العرب سوى أنهم إرهابيون.

كذلك إذا جرّمنا الشاب خالد سعيد، وصدقنا ادعاءات الصحف القومية بأنه شهيد البانجو، فنحن إذاً فى تطبيع مع النظام الحاكم هو أشد ضررا من تطبيعنا مع إسرائيل نفسها!!!

ثقافة لفت الأنظار هى أن ننشغل بقضية الفنان "خالد" عن قضية الشاب "خالد" !!!، وثقافة التناسى هى أن نتناسى قضية الشاب "خالد" المصرى، ونشمت فى انتكاسة الشاب "خالد" الجزائرى!!، وثقافة التطبيع هى أن يكره كل "خالد" مصرى، كل "خالد" جزائرى!.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة