◄◄ رئيس جمعية الصداقة المصرية الإيرانية يطالب بتشكيل محور «مصر - إيران - تركيا» لمواجهة إسرائيل
العلاقات المصرية الإيرانية لا تزال ملفاً مثيراً للجدل، فهناك من يزعم أن مصالح البلدين كثيراً ما تتشابك، بشكل يجعل من عودة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين القاهرة وطهران أمراً مستحيلا.. بينما يؤكد آخرون أن كثيراً من القضايا الإقليمية, وعلى رأسها الملف النووى الإيرانى، مرورا بالمساعدات إلى غزة، أمر يعزز من فرص عودة العلاقات بينهما.
مؤخراً، التقى السفير علاء الدين محمد، رئيس مكتب رعاية المصالح المصرية فى طهران، علاء الدين بروجردى، رئيس لجنة الأمن القومى والسياسة الخارجية فى مجلس الشورى الإيرانى، وأكد كلاهما ضرورة عودة العلاقات إلى مسارها الطبيعى. كما أكدا أهمية التعاون على كسر حصار غزة.. وهو اللقاء الثالث للسفير علاء الدين محمد مع مسؤولين إيرانيين، الأمر الذى يكشف وجود تنسيق يتم بين القاهرة وطهران فى العديد من الملفات، رغم ضعف مستوى التمثيل الدبلوماسى بين البلدين، خاصة بعد دعم مصر لإيران ومعارضة تأييد فرض عقوبات عليها، رغم أن دولة كلبنان كان موقفها غريبا رغم أنها تترأس الدورة الحالية لمجلس الأمن.
فبينما يرى السفير محمود فرج، القائم بأعمال مصر فى إيران سابقاً، أن احتمالات عودة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين البلدين لا تزال ضعيفة، فإنه يشير فى الوقت نفسه إلى وجود اتصالات دائمة بين القاهرة وطهران للتنسيق فيما بينهما حول العديد من قضايا المنطقة، وذلك من خلال مكتب رعاية المصالح الموجود فى البلدين.
وقال فرج إن إيران تظل أكثر احتياجاً إلى علاقتها بمصر، وليس العكس، مشيراً إلى أن طهران فى حاجة لدعم مصر فى عدة قضايا، على رأسها البرنامج النووى، موضحاً أن تعاظم النفوذ الإيرانى فى الخليج أمر لا يضر بالمصالح المصرية.
فرج أشار أيضا إلى أن مصر سترفض المشاركة فى أى تحرك عسكرى تجاه إيران من خلال تسهيل مرور قطع حربية من قناة السويس أو غير ذلك، كما استبعد أيضا وقوع أى تحرك عسكرى ضد إيران.
د. وحيد عبدالمجيد، الخبير الإستراتيجى بمركز الأهرام للدراسات، أكد أن الموقف المصرى تجاه الملف النووى الإيرانى ليس جديداً، وهو فى الأساس موقف من مشروعية استخدام مصدر للطاقة وليس متعلقاً بإيران كدولة، مشيراً فى الوقت نفسه إلى أن التسهيلات التى قدمتها مصر لعبور المساعدات الإيرانية لغزة أمر طبيعى، وكان سيحدث إذا كانت تلك المساعدات من أى دولة أخرى.
ويرى عبدالمجيد أن فرص عودة العلاقات بين مصر وإيران تكاد تكون معدومة، فلا توجد أى أسس لبناء علاقة طبيعية بين البلدين، وذلك بسبب طبيعة نظام الحكم فى مصر وإيران، مؤكداً أن الأمر لا يقتصر على كون الرئيس الإيرانى الحالى محمود أحمدى نجاد ينتمى للمحافظين، حيث إن عهد الرئيس السابق الإصلاحى محمد خاتمى لم يشهد تقاربا واضحا تجاه مصر.
من جهته، أكد السفير أحمد الغمراوى، رئيس جمعية الصداقة المصرية الإيرانية أن السماح بدخول مساعدات إيرانية إلى قطاع غزة أمر طبيعى، والمساعدات الإيرانية شأنها شأن سائر المساعدات التى دخلت غزة من خلال مصر، ولا تعد مؤشراً على اتجاه القاهرة أو طهران إلى رفع مستوى التمثيل الدبلوماسى بينهما. وأوضح أن هناك الكثير من الملفات العالقة بين البلدين تحتاج إلى الحسم قبل التفكير فى عودة العلاقات الكاملة بينهما، من ضمنها الإساءات المتكررة للرئيس الراحل محمد أنور السادات، وغير ذلك.
ورغم تأكيده على عدم وجود إجراءات أو اتجاه لعودة العلاقات بين البلدين فى الوقت الحالى، فإن الغمراوى قال إن كلا من مصر وإيران تحتاجان إلى إعادة العلاقات الكاملة بينهما، مطالباً بتشكيل ما أسماه «محور مصر- إيران- تركيا» لمواجهة التحديات فى المنطقة، وفى مقدمتها إسرائيل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة