بمزيد من الأسى والحزن تحدث عدد من النقاد عن الناقد الراحل فاروق عبد القادر، حيث تنوعت شهادتهم وانطباعاتهم عن شخصيته، فوصفه البعض بـ"أنه آخر النقاد المميزين فى عصره"، بينما رأى البعض الآخر بـ "أنه من أكثر النقاد دقة ومهنية، وبرحيله سيعطى فرصة لظهور أنصاف الموهوبين فى الساحة الإبداعية والثقافية".
قال الناقد الدكتور حسين حمودة: "إن عبد القادر كان ناقدا نزيها مخلصا لتصوراته وأفكاره، وظل محتفظا ومؤمنا بهم، ولم يحد عنهم طوال تجربته الإبداعية الطويلة".
وأضاف: "أتصور أن له دورا بارزا بجانب تجربته النقدية تتمثل فى اهتمامه بنظرية المسرح العالمى وترجمته لبعض الأعمال، بالإضافة إلى ترجمته لأهم كتابات المفكر المسرحى الكبير بيتر بروك".
وعن المواقف التى جمعت بينهما قال: "جمعتنى به تجربة التحكيم فى جائزة ساويرس خلال عام 2008، وقد اختلفنا فى تقييم بعض الروايات والمجموعات القصصية، وكان هو مقرر اللجنة التى كنت عضوا فيها، ولكنه بشكل ديموقراطى ارتضى فى النهاية أن يفصل بيننا أعضاء لجنة التحكيم، ولم يزعجه أن أغلبية الأعضاء أجمعوا على رأى مخالفا له".
وعن أعمال عبد القادر قال حمودة: "أعماله بها قدر كبير من الدقة والإتقان يدلان على مستوى حرفى عال تؤكد وجود ناقد محترف بمعنى الكلمة ومخلص لمهنة الكتابة والنقد، وقد قال فى مقدمة ترجمته لأحد أعمال "بيتر بروك" أنه سيد من سادة النثر الإنجليزى، وربما نستطيع أن نفكر فى أنه بهذه العبارة كان مهموما بكون الكتابة النقدية يجب أن تكون جميلة، بالإضافة إلى الدور الذى تقوم به على المستوى النقدى".
واختتم قائلا: "يمكن أن نختلف أو نتفق مع الراحل فاروق عبد القادر فى بعض معاركه مع بعض الكتاب، ولكن لا يمكن أن ننكر أنه كان ناقدا حقيقيا".
واتفق معه الناقد سيد الوكيل قائلا: "تعرفت عليه فى السنوات الأخيرة، فكنت كثيرا ما أتردد عليه فى مقهى الحميدية، وكانت تدور بيننا حوارات كثيرة وطويلة تنطوى جميعها على قدر من الألم الذى كان دائم الشهور به بسبب أحوال الثقافة المصرية".
وأضاف: "بقدر ما كان عنيفا فى نقده وآرائه التى تزعج الكثيرين منه، إلا أنه كان ودودا فى لقاءته وحواراته الإنسانية مع زملائه ومحبيه، كما أنه لعب دورا بارزا فى المشهد الثقافى والإبداعى خلال فترة الستينات وبخاصة المسرح، ونجح فى تجاوز حواجز عديدة مثل الشهادات العلمية والمؤسسات الثقافية الحكومية والخاصة، لذلك كان ناقدا حرا لا يخشى شيئا عندما يتحدث فليس وراءه ما يكبله سوى صوت ضميره، وليست المناصب أو الجوائز مثلما يحدث الآن، وفى رأى موت عبد القادر خسارة كبيرة وسيعطى فرصة برحيله لظهور أنصاف الموهوبين ومدعى الثقافة والإبداع".
وقال الناقد الدكتور صلاح السروى: "إنه كان من أهم النقاد فى العالم العربى خاصة فى المسرح، حيث تعد أعماله بمثابة وثيقة على تاريخ المسرح العربى وتعتبر كتبه فى النقد المسرحى بمثابة تأريخ لمراحل تطور هذا المسرح أيضا فى مجال الرواية، فكان واحدا من النقاد الذين يتناولون الأعمال الروائية بنزاهة وعمق ودقة، فلم يعرف المجاملة أو النفاق، وكان يستخدم منهجا يخلط بين الانطباعية والجمالية الاجتماعية، فكان يميل إلى رؤية الأشياء على مستوى مذاقه الشخصى من ناحية، وعلى مستوى المحددات الفنية الجمالية ذات الأصول الاجتماعية".
وأضاف: "كتبه تمثل شهادات ووثائق تؤرخ للحركة المصرية المعاصرة، والتقيت به عندما كنت أقوم بدراسة عن مسرح محمود دياب، وأمدنى بالعديد من المخطوطات غير المنشورة، فلمست فيه روح التعاون والحب، ولكن كان يطغى عليه شعور بالحزن والأسى، وعندما سألته عن السبب أجابنى، وما الذى يفرح فى هذه الحياة".
موضوعات متعلقة:
فاروق عبد القادر الذى رحل وحيداً هادئاً مثلما عاش
http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=244656&SecID=94&IssueID=117
وفاة الناقد فاروق عبد القادر بمستشفى القوات المسلحة
http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=244368&SecID=94&IssueID=117
اتحاد الكتاب ينعى الناقد الكبير فاروق عبد القادر
http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=244572
اليوم السابع فى منزل الناقد الكبير فاروق عبد القادر
http://youm7.com/News.asp?NewsID=180336&SecID=94&IssueID=76
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة