لماذا لا نصارح أنفسنا بحقيقة أمرنا، ونظل نجمّل صورتنا الباهتة؟! لماذا عندما كتبت مقالاّ موجها لمسئولين لدينا لم يتحلوا بالشجاعة ويعترفوا بخطئهم ويتركوا مناصبهم لغيرهم
قوبلت بهذا الكم من الهجوم على؟!
نعم العرب ليسوا صفاً واحداً ولا يجمعهم موقف واحد ولا قضية واحدة، فالكل يفكر فى نفسه ويتاجر بقضية الفلسطينيين والقومية العربية، حتى الفلسطينيون أنفسهم أصبح فيهم من يتاجر بقضية وطنهم واسألوا (فتح وحماس) وما يفعلوه مع بعضهم.
نعم يوجد بداخلنا كره دفين لبعضنا البعض، مستعدون أن نخسر بعض لأتفه الأسباب ولا نجيد لغة الحوار المتبادل،
نعالج الأمور بسطحية شديدة ونرضى بالمسكنات المؤقتة التى أوصلتنا لما نحن فيه.
الموضوع ليس الجزائر ومصر فقط.
ولكن كل البلاد العربية، وما يحدث بينهم من تفرق وشتات حتى سمّى البعض منا الآخر بأسماء العدو المشترك لنا ويضع نجمته داود على العلم العربى لبلد شقيقه.
الكل يقول على الآخر خائن ومتواطىء وجبان
ويعايرونهم بمن كان يحتلهم ويصفونه بأنه الجد الحقيقى لهم وأنهم أولاد فرنجة (مع أننا فى الهم سوا).
نسوا القضايا المشتركة بيننا وتفرغوا لهذه التفاهات.
الكل أصبح حامى الحمى للقضية الفلسطينية التى لم تجد من يقف معها وأولهم نحن المصريون، ولكن يجب أن نفرق بين حكومة وشعب، حكومة بعقلٍ عقيم تقيدها اتفاقيات ومعاهدات وبين شعب مغلوب على أمرهِ لم يكن بيدهِ شىء يقدمه لهذه القضيه إلا المساعدة المادية والمعنوية فقط.
وجميع الشعوب العربية مثلنا مغلوبة على أمرها،
وإذا كانت تقيدنا اتفاقيات ومعاهدات لم نرض عنها، فما يقيد باقى الحكومات العربية؟
لماذا تصمت ولماذا تتهمنا نحن بالخيانة وهى فى نفس موقفنا؟
لن ينصلح حالنا إلا بمواجهة أنفسنا بعيوبنا الأزلية
احذروا أيها الشعوب، فهذه لعبة من ساستكم وحكامكم يريدونكم على هذه الحالة دوماً حتى لا تطالبوا بحقوقكم وحقوق إخوانكم، يريدون أن يشغلوكم بكل ماهو صغير عن ماهو كبير، تمسكوا بمناصبهم واستماتوا عليها وليسوا مستعدين أن يتخلوا عنها إلا أمواتا.
سوف يفعلون كل ما فى استطاعتهم لأن تتفرقوا
فهم يخدمون العدو أكثر مما يخدم هو نفسه ويختصرون عليه الوقت والجهد.
نعم أعتذر لكل من لم يفهمنى جيداً فى مقال (المصريون مالهمش ضهر).
لأنه كان يجب أن أكتب (العرب مالهمش ضهر).
أعتذر للإخوة فى الجزائر رغم ما قالوه عنى وعن بلدى
وأعتذر للمصريين الذين هاجمونى ووصفوا مقالى بإشعال الفتنة، فقد كتبت هذا المقال قبل كأس العالم وما حدث فى مباراة الأشقاء.
أعتذر لأن أسلوبى فى التعبير عما بداخلى قد خاننى فى اختيار الكلمات المناسبة له فى المقال السابق، وأشكر كل تعليق قد جعلنى أعيد التفكير فيما كتبت وأعود إلى صوابى
ولكنى لا أعتذر عن فضح عيوبنا جميعاً.
حمدى رسلان يكتب: لماذا نحن كالنعام نحب أن نضع رءوسنا فى الرمال؟
الخميس، 24 يونيو 2010 09:09 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة