خلص التقرير الذى تلقاه المهندس سامح فهمى وزير البترول لجنة تقصى الحقائق والتى تم تشكيلها من قبل المختصين بقطاع البترول لدراسة وتقصى الحقائق حول مصدر بقعة الزيت والتلوث ببعض شواطئ مدينة الغردقة، إلى أنه على الرغم من أن التسريب من إحدى منصات إنتاج البترول بالمنطقة كان هو الاحتمال الأكبر لمصدر بقعة الزيت إلا أنه ثبت بالدليل القاطع ومن خلال كل المعاينات والإجراءات وتقارير اللجان أن هذا الاحتمال مستبعد، وينحصر مصدر التلوث فى احتمالين الأول نتيجة قيام بعض السفن العابرة بالممر الملاحى بخليج السويس والذى يبعد 10 أميال عن الشواطئ بالمنطقة، بتفريغ مياه غسيل التانكات بها أو مياه الصابورة فى مياه الخليج وهو أمر متكرر وسبق حدوثه مرات عديدة من قبل.
والاحتمال الثانى طبقا لتقرير لجنة تقصى الحقائق نتيجة ارتفاع درجة حرارة الجو خلال تلك الفترة، حيث أدى إلى تحول تلوثات وترسيبات قديمة من الزيت على بعض الجزر بالمنطقة إلى الحالة شبه السائلة وانسيابها فى المياه المتجهة إلى الشواطئ.
وكانت لجنة تقصى الحقائق قد أجرت عددا من الزيارات الميدانية للمواقع البترولية المختلفة شملت المنشآت البترولية بالمنطقة وشواطئ الجونة والغردقة وعمل طلعات بحرية وجوية والتحليلات المعملية للبقع الزيتية وكذلك الزيت الخام بمنصة إنتاج البترول الأقرب لشواطئ الجونة.
وأشار التقرير الفنى إلى أنه تم مضاهاة تحليل عينة زيت التلوث وعينة الزيت المنتج من المنصة البحرية التابعة لشركة بتروجلف (جيسوم) وهى أقرب الشركات العاملة بالمنطقة طبقاً للطريقة القياسية المتبعة، وقد أشارت النتائج إلى عدم المطابقة ومن ثم لا يمكن الجزم من أن مصدر عينة الزيت هو مصدر التلوث، ولفت التقرير إلى أن جميع منصات إنتاج البترول الخاصة بشركة بتروجلف بها أنظمة آلية للتحكم تقوم بإيقاف الإنتاج آلياً فى حالة وجود كسر أو تسرب بأحد خطوط الإنتاج، وذلك عن طريق قياس الضغط فى هذه الخطوط، وقد أظهر التصوير الفوتوغرافى أن حالة المنصة البحرية والبيئة البحرية المحيطة بها المنصة وأرجلها المعدنية وأنابيب الإنتاج من الآبار وأوعية وشبكة الأنابيب سليمة وخالية من أى علامات لتعرضها لتسريب بترولى، كما أن الصور أظهرت أن الحياة البحرية بالمنطقة طبيعية جداً، حيث تتحرك الأسماك باختلاف أحجامها وهو ما يؤكد عدم تهديد أو تعرض بيئتها لأى تلوث.
وأشار التقرير إلى أنه نتيجة القرب الشديد للممر الملاحى من قرية الجونة وهى أول منطقة ظهرت بها بقع الزيت، وقرب الممر من الغردقة قد يرجح احتمال تفريغ إحدى الناقلات العابرة فى خليج السويس لبعض مياه الصابورة أو مياه نظافة تانكات ناقلات الزيت وهو ما يتمشى مع كمية الزيت الملوثة بالشواطئ والتى لا يتوافر بها صفة الاستمرارية، كما أفاد تقرير اللجنة الفنية وجود شواهد لترسيبات قديمة على بعض الجزر تسببت موجة الحر الشديدة التى تعرضت لها البلاد مؤخراً إلى تحولها إلى حالة شبه سائلة اتجهت إلى الشاطئ.
وأوضح التقرير أن بعض الشركات العاملة بمنطقة خليج السويس أبلغت بوجود حالات سرقة لكابلات كهربية نحاسية، ومعدات ولوازم مواسير ومحابس معدنية من على الأرصفة البحرية، يمكن فى بعض الحالات أن تتسبب فى تسريب وقتى للزيت نتيجة التعامل العشوائى مع المعدات والتسهيلات.
المهندس سامح فهمى وزير البترول
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة