أول أمس أعلن الرئيس حسنى مبارك وفقا لصلاحياته الدستورية أسماء المعينين فى عضوية مجلس الشورى، ويمنح الدستور الرئيس حق تعيين ثلث الأعضاء، حتى يكون المجلس الذى يطلق عليه مجلس الحكماء، مكونا من كل ألوان الطيف، السياسى والدينى، وخبرات فى مختلف فروع العلم والحياة.. لكن الملاحظة المهمة فى هذا السياق أن قرار التعيين الأخير الذى ضم 44 عضوا خلا من أى فنان أو أديب.
بالطبع لا يختار الرئيس قائمة المعينين بمفرده، وإنما تتولى عدة جهات هذه الترشيحات، منها الحزب الوطنى الحاكم ورئيس الوزراء وأجهزة أمنية وسيادية تقدم تقارير عن المرشحين قبل صدور القرار الجمهورى.. وهوما يدفعنا للتساؤل: لماذا لم يتم ترشيح أى أديب أو فنان لعضوية مجلس الشورى.
فى مصر فنانون مهمون مثل نور الشريف ويحيى الفخرانى وحسين فهمى وصلاح السعدنى، ومخرجون مهمون مثل داوود عبد السيد، وأدباء وكتاب مثل جمال الغيطانى ووحيد حامد وصنع الله إبراهيم وخيرى شلبى وفاروق جويدة وغيرهم، وفى اعتقادى أن تمثيلهم فى مجلس الشورى مهم وضرورى، خاصة وأن الكثير من القضايا التى تعرض على المجالس التشريعية تحتاج لهذه النوعية من المثقفين والفنانين، الذين يمتلكون خيالا ورؤية قد لا تتوافر لغيرهم، خاصة فى المجالات الثقافية والفنية وصناعة السينما والمسرح وغيرها من الأمور التى تدخل ضمن قوة مصر الناعمة.
وإذا كانت الأمم المتحدة تستعين بالفنانين ليكونوا سفراء لها فى القضايا الإنسانية، ومن بينهم فنانون مصريون فإنه من باب أولى أن يتم اختيارهم لعضوية مجلس الشورى، لأنهم جزء من هذا المجتمع، ويلعبون دورا مهما فى حياة الناس، ولا يمكن تجاهلهم، أو تخطيهم فى عضوية مجلس الشورى.
