أكد طارق مترى وزير الإعلام اللبنانى أن التقارب السورى اللبنانى لن يكون على حساب قضية محاكمة قتلة رئيس الوزراء اللبنانى الراحل رفيق الحريرى، وقال " لا علاقة لأى شىء آخر بهذا التحسن فى العلاقة اللبنانية السورية التى نرجو لها أن تستمر " وقال مترى أن العلاقات لبنانية سورية طبيعية وفى تحسن مستمر ، وهذا لا خلاف عليه لأنه فى مصلحة البلدين لأننا حريصون على الارتقاء بعلاقاتنا إلى مستوى الروابط التاريخية التى تجمع بلدينا، وهذا الهدف نعمل من أجله فى لبنان من خلال الحكومة والرئاسة، وهناك علاقة على مستويات كثيرة، أما باقى المسائل فلكل منها خصوصيته".
ولفت مترى إلى أنه تبادل اليوم الرؤى مع أحمد أبو الغيط وزير الخارجية حول ما يجرى فى المنطقة وفى مصر ولبنان، مشيرا إلى أن مصر دائما تقف بجانب لبنان فى المحافل الدولية وخاصة حين يتعلق الأمر بالتهديدات الإسرائيلية على لبنان، وبيننا وبين الأخوة المصريين عمل دبلوماسى مرسخ، مشيرا إلى أن هناك تنسيق مصرى لبنانى مستمر فى المحافل الدولية.
ولفت إلى العمل الذى قامت به مصر ولبنان معا بوصف الأولى عضوا بمجلس الأمن والثانية رئيسة لحركة عدم الانحياز فى الأمم المتحدة، عندما دخلا فى معركة دبلوماسية أثناء مؤتمر مراجعة اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية، وقال " كنا نطالب بإدانة صريحة لسياسة الغموض النووى الإسرائيلى ووضع المنشآت النووية الإسرائيلية تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، مشيرا إلى أن هذا النوع من التنسيق بين مصر ولبنان فى الأمم المتحدة هو قديم ومستمر .
وردا على سؤال حول هدف المناوشات الإسرائيلية ضد لبنان بسبب سفن الإغاثة التى كانت متوجهة لغزة ، قال مترى "إن الموقف اللبنانى فى هذا الأمر واضح، فنحن نسمح بالإبحار لسفن لبنانية إلى قبرص، ولا نسمح لها بالإبحار إلى غزة ، لأننا فى حالة حرب مع إسرائيل، وبالتالى فالإبحار إلى غزة أمر غير ممكن بالنسبة لنا لأنها خاضعة للاحتلال الإسرائيلى ". وأضاف مترى "بالطبع نحن بلد عانى طويلا من الاحتلال الإسرائيلى ولازال يعانى من احتلال بعض أجزاء من أرضه ، ومن الانتهاك اليومى لسيادتنا ومن خرق القرار 1701 ، ونحن كباقى الشعوب العربية شعب متعاطف مع شعب غزة ونطالب برفع الحصار عنها ، لكن موقفنا السياسى الواضح يقابله تمسك بالقوانين التى تمنع من إبحار سفننا إلى غزة ".
وردا على سؤال رؤيته لمستقبل الحوار الوطنى اللبنانى بعد العقبات التى تواجهه ، قال مترى " المهم أن يكون لهذا الحوار قيمة تراكمية بأن يجرى فى جلساته مزيد من بناء الثقة حتى يستطيع المتحاورون أن يناقشوا القضايا الجدية التى تتعلق بالاستراتيجية الدفاعية التى من أجلها قام الحوار"، مشيرا إلى أن هذا لا يمنع من شعور بعض اللبنانيين بأن عمل لجان الحوار بطئ وبأنها تأخرت فى تناولها للقضايا التى قامت من أجلها ، لكن وجود هيئة للحوار على هذا المستوى برعاية رئيس الجمهورية واستمرار عملها ولو بجلسات مرة كل شهر هو بحد ذاته أمر مفيد للبنان ، لان الحوار خير من السجال على صفحات الصحف .وحول أن كان سلاح حزب الله يمثل عقبة أمام أتمام الحوار ، قال مترى " هناك قضية الدفاع عن لبنان وكيفية الاستفادة من كل الطاقات اللبنانية بما فيها طاقات حزب الله من أجل حماية لبنان من الاعتداءات الإسرائيلية ، وهذا نقاش فى العمق ولا تحكمه روح الخلافات السياسية المحلية ولا يمكن أن تحكمه المواقف المسبقة القديمة منها والجديدة.
مترى: التقارب السورى اللبنانى لن يكون على حساب محاكمة قتلة الحريرى
الأربعاء، 23 يونيو 2010 02:33 م