نعى الكاتب الكبير بهاء طاهر فى تصريح خاص لليوم السابع الناقد الراحل فاروق عبد القادر، معربا عن حزنه الشديد لرحيله، وقال: جمعتنى بفاروق حياة كاملة، فنحن ننتمى لنفس الجيل، وهو كان زهرة فى بستان الستينيات، وعندما اخترت كتابة الرواية، اختار هو النقد.
وأشار طاهر إلى صداقته الشديدة مع عبد القادر، مؤكداً على أن هذه الصداقة لم تجعل فاروق يحيد يوما عن معاييره النقدية الموضوعية التى وضعها لنفسه، والتزم بها، مضيفا: كتب عبد القادر عن الكثير من كتبى كتابات نقدية موضوعية ومتحمسة، لكن هناك الكثير من أعمالى التى لم تعجبه، ولم يكتب عنها، فكان موضوعيا نزيها كالسيف الباتر.
وأشار بهاء طاهر إلى العنت الشديد الذى لاقاه عبد القادر فى حياته قائلا: تخرج بتقدير كبير فى الكلية، وكان يحق له أن يعين معيدا، لنبوغه، كما تقدم إلى إحدى المؤسسات العلمية من أجل العمل بها، وتم رفض تعيينه، بسبب تقرير أمنى، فحرم من حق طبيعى لأى إنسان فى مجتمع متحضر.
وأضاف طاهر: عبد القادر كان يتميز بميزة عنا جميعا، وهى أنه رفض أن يعمل فى أى مؤسسة، واختار فقط طريق الأدب، وعاش فقيرا، ومات فقيرا، وهو المصير الذى يلقاه من يريد الالتزام بهذا القدر من النزاهة والموضوعية.
كما أشار طاهر إلى أن عبد القادر قد سئل ذات مرة عن أفضل عشرة روايات مصرية، فذكر من ضمنها رواية "الحب فى المنفى" وظل مهتما حتى النهاية بالأدب العربى فى مجموعه، وليس بالأدب المصرى فقط، مؤكدا على أن عبد القادر هو من قدم للقراء عبد الرحمن منيف وسعد الله ونوس والكتاب السوريين والمغاربة، وكان لديه البعد العربى الذى نسيه للأسف الشديد معظم النقاد، كما لفت طاهر إلى دور عبد القادر الرائد فى الإلتفات إلى المبدعين الشبان، وقال: فى جميع مراحل حياته، قدم من الأدب العربى والمصرى الأصوات الشابة الجديدة، وظل محتفيا بهم فى الوقت الذى لم يحتف بهم الآخرون، أظن أن عبد القادر هو النزاهة والاستقامة الكاملة فى أبلغ صورتيهما.