انتشرت فى المجتمعات العربية مشكلة خطيرة جدا يغفل عنها الكثير من الآباء والأمهات وهى صداقة البنت للبنت داخل أسوار المدارس والجامعات البعيدة عن الرقابة الأبوية، فالصداقة فى زمننا الحالى خرجت عن معناها وقيمتها الحقيقية وخالفت المعايير الشرعية والتربوية وأصبحت صداقة مشوهة فقدت الالتزام الدينى والاحترام المتبادل بين الطرفين.
فالبنت داخل المدرسة تعجب بزميلة لها ويختلف هذا الإعجاب من بنت لأخرى، فهناك من تعجب بتفوق زميلتها وأخلاقها وهناك من تعجب بقوام ومظهر زميلتها واهتمامها الزائد بنفسها وهذا الأعجاب الأخير والخطير هو ما سنتحدث عنه بأذن الله..
فهذا الإعجاب يتطور تدريجيا بين البنات من تعارف ثم صداقة حميمة مع تقليد أعمى لتصل هذه العلاقة لدرجة أن البنت تغير على صديقتها من زملائها الآخرين ويتبادلون فيما بينهم رسائل الحب والغرام، وكأن صديقتها بمثابة حبيب لها مع تبادل الحركات الشاذة بين بعضهن البعض بأسلوب مثير ومقزز، وقرأت واقعة تحكيها إحدى المدرسات أن إحدى البنات بالفصل جرحت نفسها لتكتب على أحدى اللوحات (بحبك يا فلانة) ويطلقون فى المدارس على هذه العلاقة اسم (بويات) أى علاقة ولد وبنت وهذه الكارثة تحدثت عنها المدرسات على مواقع الإنترنت وتطالعنا أيضا إحدى الصحف بخبر فصل بنتين فى إحدى المدارس الإعدادية تم ضبطهما يمارسون الشذوذ داخل إحدى حمامات المدرسة وغيرها من القضايا الجنسية التى تنشر يوميا بالصحف والمجلات.
ومع توافر وانتشار المواقع والقنوات الإباحية على شبكة الإنترنت والهواتف المزودة بكاميرات استخدمت كوسيلة سريعة فى نشر الفساد هذا الفساد والرذيلة والابتزاز الجنسى بين الكثير من الشباب والبنات وتتحول بعد ذلك هذه البنت إلى فتاة شاذة جنسيا، ومنهن من تفقد عذريتها، أذن نحن أمام مشكلة خطيرة يجب مواجهتها وإيجاد الأسباب التى جعلت هؤلاء الفتيات يلجأن لهذه الصداقات والعلاقات المحرمة فيما بينهن.
ومن وجهة نظرى يعتبر السبب الأول عن هذا الفساد وانعدام الأخلاق والتربية هو الأب والأم فغياب الراعى وهو الأب والأم سبب فساد الرعية وهم الأبناء فالأب والأم لهما دور كبير فى تربية وتنشئة أبنائهما القائمة على خلق الحياء والصدق والالتزام والاحترام والطاعة والتى تبدأ منذ الصغر وأهمها المواظبة على الصلاة لتخلق فى نفس الأبناء حب الله والتقرب منه والخوف دوما من المعصية فالأب عليه الرقابة المستمرة بأسلوب نابع من حبه لأبنائه وخوفه عليهم فى هدوء ومودة من الأب بعيدا عن التهديد والانفعال وعلى الأب أن يعرف من أصدقاء أبنائه، فالصاحب ساحب، فالصحبة من المؤثرات الأساسية فى تكوين شخصية الأبناء.
فإن كانت صحبة أخيارٍ أفاضت على الأصحاب كلَّ خير، وإن كانت صحبة أشرار ستترك بصمات الشرِّ فى حياة الأبناء وعلى الأب معرفة أين يذهب أبناؤه ومتى يعودون وما حدود استخدامهم للإنترنت والهاتف المحمول أن وجد ويعاونه فى ذلك والأم لها دور تربوى ورقابى كبير أيضا فدائما تحتاج البنت إلى الحب والحنان والعاطفة والتودد من قبل الأم وخاصة عند انتقالها من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة وما يحدث للبنات من تغيرات جسمانية وفسيولوجية فى هذه المرحلة وعلى الأم أن تتقبل أسئلة واستفسارات ابنتها فى أى موضوع يخصها لتكون الأم هى مصدر المعلومات الأول والثقة الوحيد بعيدا عن العصبية والتوبيخ حتى لا تنفرها البنت وتلجأ لصديقتها فى تلك الحالة وعلى الأم توجيه ابنتها التوجيه الصحيح فى اختيار صديقاتها وحدود هذه الصداقة وعليها أيضا متابعة ابنتها فى كافة مراحلها التعليمية، وذلك دون أن تشعر الابنة بذلك حتى لا تفقد البنت الثقة فى أمها وعلى الأم أن تحفظ أسرار ابنتها.
ومن الأسباب التى أدت إلى انتشار الشذوذ بين الفتيات أيضا هو السينما والتلفزيون وما يبث فيهما من برامج تحوى فى طياتها حوارات جنسية وأفلام تدعو إلى نشر الشذوذ الجنسى والتخريب الأخلاقى وغير مبالين بأى شرع أودين يحرم نشر الفتنة فى المجتمع العربى بدون رقيب ولا حسيب.
فعلى المجتمع عامة وعلى الآباء والأمهات خاصة محاربة هذا الفساد الأخلاقى الذى يهدد حياة ومستقبل أبنائنا فلنتعاون معا كل فى مكانه الشيخ فى المسجد المعلم فى المدرسة الأب والأم فى المنزل فالكل راعى والكل مسئول عن عريته فانتبهوا أيها الآباء.