ساعدت أمريكا على تمويل العديد من القنوات الفضائية، وذلك من أجل تبييض وجه الاحتلال وإبراز إنجازاته، ليظهر أمام العالم كله، أن الاحتلال ساعد العراقيين على الخروج من السجن الذى سجنهم فيه الرئيس الراحل صدام حسين طوال فترة حكمه لهم، وحتى تظهر أمريكا للعالم كله بأنها يد السلام التى حررت العراقيين ونشرت الديمقراطية والأمن والأمان، وتلك هى المرحلة الأولى من المخطط الأمريكى، إلا أن الأمر لم يقتصر على القنوات العراقية الممولة من أمريكا وإنما امتد الأمر إلى الأحزاب فأصبح الحزب يمول قناة فضائية وكل طائفة تختار رجل أعمال منها، أو صاحب أموال ليقوم بفتح قناة فضائية تعبر عن آراء طائفته.
المحلل السياسى العراقى على الكليدار يؤكد لليوم السابع "أن القنوات العراقية فى الفترات الأخيرة، أصبحت تشعل الفتن بين طوائف الشعب العراقى فكل قناة تتبع جهة، فقناة العراقية تتبع مجلس الوزراء العراقى، وبالتالى تتحدث بلسان الحكومة، وقناة بغداد لسان حال الحزب الإسلامى العراقى، الرافدين قناة مستقلة ولكنها تتلقى دعما من هيئة علماء المسلمين، البغدادية قناة خاصة ولكنها تملك اتجاها وطنيا غير طائفى، وبها الكثير من المصداقية، أما قناة الحدث فيشاع عنها أنها تتلقى دعما من إيران، ولكن لا أحد يستطيع أن يجزم بكونها إيرانية ولكن هناك واقعة حدثت، وهى أن أحد مذيعيها هاجم النظام الإيرانى وتم فصله من القناة بهذا السبب.
ويشير على الكليدار "القنوات العراقية أشعلت الفتن بين الطوائف بعد أن أصبحت لسانا يتحدث باسم المرشحين، ممن اتخذوا من مبدأ "فرق تسد" ليكون أهم ما ورد فى برنامجها الانتخابى، فكل حزب وكل مرشح لديه قناة فضائية استطاع أن يكسب طائفته على حساب الطوائف الأخرى من خلال عرض برنامجه الانتخابى على شاشته الخاصة، واستطاع أن يتهم زملائه من المرشحين وإلصاق التهم بهم، أيضا من خلال شاشته الخاصة.
من جانبه أكد المحلل السياسى العراقى عبد الكريم العلوجى أن القنوات العراقية ساعدت على انقسام الشعب العراقى وتحريضه على بعضه البعض وخاصة فى مرحلة الانتخابات الأخيرة فانتقلت الوظيفة الإعلامية من توحيد الشعب إلى تفريقه وتقسيمه، وهذا ما يسعى إليه المحتلون، لأن الاتحاد قوة وهم أرادوا العراق واهنة وضعيفة ونجحوا فى ذلك، كما أشار دكتور العلوجى إلى أن هناك أكثر من 60 قناة عراقية تمول ما بين إيران وأمريكا وأحزاب وكبار طوائف، وأغلبهم هربوا من العراق حتى يتسنى لهم تفرقة الشعب دون رقيب أو حسيب فمنهم من هرب إلى النايل سات المصرى ومنهم من ذهب إلى الإمارات والأردن وعمان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة