بداية مباراة البرازيل وكوت ديفوار كانت حذرة للغاية، واتضح أن كارلوس دونجا المدير الفنى للسامبا يقدر إمكانيات الفريق الإيفوارى جيداً باعتباره أحد المنتخبات القوية، ليس داخل القارة السمراء فقط وإنما على الساحة العالمية أيضاً، وبعد فترة جس نبض دامت خمس دقائق، بدأت المباراة تدريجياً تصل إلى مراحل المتعة الكروية بشن الهجمات المتبادلة السريعة، وكان التنظيم الجيد والتمركز الصحيح ثمة سائدة على الفريقين، وإن كان الاستعجال والبحث عن هدف السبق أثر سلبياً على اللاعبين فى النصف الأول من عمر الشوط الأول.
عاب الفريق الإيفوارى فى الشوط الأول قلة التركيز فى بعض الفترات، وهو ما ظهر خلال النصف الثانى تحديداً من هذا الشوط عن طريق الهجمات السريعة التى شنها البرازيليون ونجح لويس فابيانو فى استغلال خطأ دفاعى ساذج، وأحرز هدف التقدم الذى تسبب فى إرباك حسابات إريكسون ولاعبيه وجعل تفكيرهم شبه "مشلول"، فى الوقت الذى ظهرت فيه خبرة نجوم "السليساو" على أرض الملعب بالسيطرة على مجريات الأمور وتهدئة الأجواء وامتصاص حماس الأفيال فى البحث عن هدف التعادل، بل وبدأوا يبحثون جدياً عن هدف التعزيز، وهناك نقطة غامضة فى عدم إعطاء إريكسون المدير الفنى للأفيال فرصة لعبد القادر كيتا، وإن كان قد يكون له حساباته الخاصة، ولكن أرى أن وجوده يعد مؤثراً للغاية.
اختلفت الحسابات تماماً فى الشوط الثانى، وكأن المدير الفنى للأفيال اكتفى بالتنظيم الجيد فى أول نصف ساعة من الشوط الأول، وكان كلمة السر فى "خلخلة" حساباته هو لويس فابيانو الذى أحرز الهدف مع بداية هذا الشوط فى لقطة مثيرة ليس لجمال الهدف فقط، وإنما لشبهة لمسة اليد للمهاجم البرازيلى، ولكنها كرة القدم يجب أن يكون بها أخطاء سواء تحكيمية أو فنية وإدارية من اللاعبين والأجهزة الفنية، وأصبحت المهمة سهلة للغاية للمنتخب البرازيلى بسبب الارتباك الواضح فى صفوف الأفيال واللعب العشوائى بحثاً عن هدف.
وتحصل ديديه دروجبا على فرصة كان من الممكن أن تعيد الآمال للأفيال، ولكنه التوفيق الذى حالف البرازيل من خلال نجاح إيلانو فى إحراز الهدف الثالث الذى جعل الأمور مستحيلة أمام أفيال الكوت ديفوار، بالرغم من الهدف الذى أحرزه دروجبا فى آخر ربع ساعة، لأنه كان من الصعب البحث عن شىء آخر سوى تقليل فارق الأهداف.
المنتخب البرازيلى أكد من خلال هذه المباراة أنه المرشح الأقوى للوصول إلى المربع الذهبى، بحثاً عن النجمة السادسة فى تاريخهم، أما المنتخب الإيفوارى فتسببت قلة الخبرة فى حسم الكفة فى مصلحة نجوم السامبا، وطبعاً الطموح له دور كبير خلال هذه المجموعة وإن كان طموح الأفيال لا يقل طموحاً عن نظيره البرتغالى على الأقل، حيث إن الفرصة سانحة أمام الكوت ديفوار لعبور الدور الأول فى المونديال، والتقدم للأدوار النهائية فى ثانى مشاركة له فى البطولة على مدار تاريخه، وهو ما سيتم حسمه من الجولة الثالثة، ويتوقف أيضاً على نتيجة مباراتى البرتغال أمام كوريا الشمالية والبرازيل.
طارق العشرى يحلل مباراة البرازيل وكوت ديفوار لليوم السابع: نجوم "السامبا" حققوا ما سعوا إليه.. وحظوظ "الأفيال" مازالت قائمة.. والجولة الثالثة لها "القول الفصل"
الإثنين، 21 يونيو 2010 12:05 ص