أكدت الدكتورة مديحة أحمد مدير الإدارة العامة للتفتيش الصيدلى بوزارة الصحة أن غش الدواء ظاهرة عالمية نتيجة لحجم التبادل التجارى الكبير بين الدول، لافتا إلى تصدى وزارة الصحة لها بكافة الطرق خاصة وأنها أكثر خطورة من تعاطى المخدرات.
وأشارت خلال المائدة المستديرة التى نظمتها إحدى شركات الأدوية ظهر اليوم للإعلان عن إطلاق مبادرة بالتعاون مع وزارة الصحة لمحاربة الغش التجارى للأدوية إلى العديد من الطرق للغش الدواء وذلك من خلال عدم وجود المادة الفعالة بشكل قوى أو غشها حيث تكون المادة المزيفة مستبدلة بمحتويات سامة، والمواد التى تساعد على تماسك الدواء غير موجودة مما تصيب الميكروب بمناعة أكثر للمريض أو إضافة مادة للأدوية حتى تصيبها بالتماسك، وبعضها يكون ساما على المريض، ويعرضه للخطر.
وقالت د. مديحة إنه يتم تهريب الدواء المغشوش إلى البلاد عن طريق الاستيراد عبر الحدود، وعن طريق المنافذ الجمركية يسمح للأدوية المغشوشة الدخول بسهولة عبر الحدود على أساس التكلفة الرخيصة، لافتا إلى أن أى مستورد يتم تسجيله بوزارة الصحة ويحمل خطة استيرادية للمنتج المستورد ويأخذ موافقة للدواء، والمهرب يتم دخوله عن طريق طرق ملتوية كما أن معظم الأدوية التى يتم غشها تتمثل فى المسكنات وأدوية الجهاز التنفسى والمضاد الحيوى ومشتقات الدم.
وأكدت مدير الإدارة العامة للتفتيش الصيدلى بوزارة الصحة أنه يتم الكشف عن الأدوية المغشوشة من خلال تبادل المعلومات بين السلطات المنظمة لتداول الأدوية والشركات المصنعة والمنظمات العالمية والإنتربول، حيث يتم وضع حلول مقترحة للقضاء على تلك الظاهرة.
وقالت إن وزارة الصحة أصدرت قرارين وزاريين خلال عام 2009 لإعادة صياغة بعض البنود من مواد قانون الصيدلة 127 لعام 1955 وتغليظ العقوبات على المخالفين، وإصدار قرار وزارى رقم 25 لعام بشأن تنظيم تداول الأدوية بداية من المصنع حتى يصل إلى المريض، لافتا إلى استثمار التعاون بين وزارة الصحة والجهات الرقابية لتشكيل مجموعة عمل للتصدى لظاهرة غش الدواء بالتعاون مع وزارة الصحة والعدل والداخلية والمالية.
وأشارت إلى وجود 50 ألف صيدلية فى مصر، لافتا إلى حجم المحاضر التى تم توقيعها على الصيدليات المخلفة خلال عام 2009 تصل إلى 807 صيدلية، وانخفض ذلك العام لتصل إلى 780 منذ شهر يناير وحتى الآن، كما أغلقت عددا من الصيدليات إغلاقا إداريا، مابين 75 صيدلية خلال عام 2009 و100 صيدلية العام الجارى والتى يتم ضبطها بحيازة أدوية مغشوشة، لافتا إلى أن الوزارة تقوم بالتعاون مع جهاز حماية المستهلك للتأكد من التخلص من نفايات المستشفيات.
وكشف مصدر بالجمارك خلال المائدة عن ضبط 49 قضية تهريب للأدوية خلال عام 2009، و26 قضية تهريب خلال العام الجارى، كما تم ضبط 8 حاويات محملة بالأدوية المغشوشة ولم يتم التوصل إلى صاحبها حيث قام بالاستيراد من خلال بطاقة استيرادية لمستورد غيره.
وقال المصدر إنه تم تحرير 1687 محضر غش دواء خلال عام 2009 بما يعادل 622 مليون جنيه، بالإضافة إلى إعدام كميات كبيرة من الأدوية المغشوشة.
وأكدت نيفين الخورى المسئولة عن العلاقات الخارجية والشئون الحكومية فى إحدى شركات الأدوية أن رعاية المريض تعد أهم أولويات الشركة وأن تلك المبادرة تعد إحدى الآليات التى تتبناها الشركة لحماية المرضى من خلال محاربة الغش التجارى للأدوية فى السوق المصرى وهى الظاهرة التى تؤدى إلى المخاطرة بحياة الكثيرين.
وقالت الخورى إنه فى إطار تلك المبادرة نظمت الشركة زيارة لوفد مصرى يضم ممثلين من وزارة الصحة والجمارك ووحدة مكافحة التهريب بوزارة الداخلية وممثلين من المالية لزيارة الجمارك فى لوهافر لمراجعة إجراءات وتدابير مكافحة التهريب قبل زيارة وزارة الصحة الفرنسية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة