أحمد سعيد

ماذا يحدث لو كنت "خالد النبوى"؟..

الأحد، 20 يونيو 2010 06:41 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ماذا يحدث لو.. فزت بمنحة دراسية بجامعة أكسفورد ثم اكتشفت أن أحد الطلاب الفائزين بالمنحة يحمل الجنسية الإسرائيلية؟..

ماذا يحدث لو.. أتيحت لك فرصة مصاحبة منتخبك القومى فى مبارياته بكأس العالم، واكتشفت أن مدرجات الملعب سيجلس على أحد مقاعدها شاب إسرائيلى؟..

ماذا يحدث لو.. طُلب منك القيام بإطفاء حريق هائل نشب بأحد المبانى الذى يسكن به بشر من مختلف الجنسيات التى تضم سيدة إسرائيلية عجوز؟..

ماذا يحدث لو.. عرض عليك تشريف بلادك فنيا فى مهرجان الأوسكار العالمى والسير على السجادة الحمراء بجانب نجوم العالم، وتتحدث الصحافة العالمية عنك قائلة "الفنان المصرى"، واكتشفت أن الفيلم الذى ستشترك به يضم ممثلة إسرائيلية.. هل سترفض الاشتراك فى الفيلم وتترك الساحة للممثلة الإسرائيلية، وغيرها لتشريف بلادها أمام شعوب لا تعترف باختلاف الديانات أو الجنسيات، أو الخلافات القديمة منها أو الحديث؟..

إذا كنت توافق على ما سبق أو ترفضه هذا شأنك.. لكن ما رأيك فى فنان شاب مصرى استطاع أن يشرف بلاده عالميا فى أكثر من عمل سينمائى منهم "the kingdom of heaven" الذى وقف فيه أمام الفنان العالمى أورلاندو بلوم أحد أبطال سلسلة أفلام "Pirates of the Caribbean"، ثم وقف أمام الفنانة العالمية الشهيرة ناعومى واتس من خلال فيلم "Fair game" الذى اكتشفت الصحافة فجأة بعد عرضه وجود ممثلة إسرائيلية ضمن طاقم الفيلم التمثيلى.

لن أتحدث عن الفارق بين التعتيم الإعلامى الذى شهدته كواليس الفيلم حول جنسيات ممثليه قبل عرض الفيلم، والأخبار التى انتشرت كأمطار الشتاء عن اشتراك " ممثل مصرى فى فيلم يضم ممثلة إسرائيلية".. لن أتحدث عن الفخ الذى حاول البعض إيقاع هذا الممثل الشاب فيه، والذى انحصرت تصريحاته قبل اشتراكه فى الفيلم وبعده فى جملة واحدة "أتمنى تشريف بلادى أمام العالم"، ذلك الفخ الذى قد يكون خارجى بهدف إحراجه أمام بلده.. لن أتحدث عن الإعلام الغربى الذى يسيطر عليه اللوبى اليهودى والذى لم يكشف عن جنسية الممثلة إلا بعد عرض الفيلم، وليس قبلها حينما وافق خالد النبوى على الاشتراك فى بطولته.. لكن أود التنويه إلى أن الأزمة لا يجب حصرها فى محاسبة فنان شاب على خطأ لم يعلم حيثياته من الأساس، وإنما أتمنى أن ينتبه الجميع إلى أن مخطط إسرائيل لإحراج مصر لم يعد سياسيا فقط، وإنما بدأ يتلون بأشكال مختلفة.. لم يعد الإحراج قاصرا على الحكومة ورجالها، وإنما تنامى إلى علمائها، ورجال أعمالها المخلصين، وفنانيها الأوفياء.

وبعيدا عن الممثلة الإسرائيلية التى نجحت فى نشر صورها على صفحات جرائدنا المصرية على حساب أحد أبنائنا الذى كان أولى بهذا الاهتمام الإعلامى، وبعيدا جدا عن مخطط يعلمه صاحبه ونفطن نحن له، باستبدال الفنان المصرى من بؤرة الاهتمام الإعلامى بممثلة إسرائيلية لا يعلم عنها القراء أو المشاهدين سوى اسمها الذى يصعب قراءته، فنحن أمام مثل شهير يقول "الشجرة المثمرة تقذف بالحجارة حتى ولو من أصحابها"، فهذا الفنان الشاب وبعد نجاحه المدوى عالميا، وانشغال كبريات الصحف العالمية به وبأخباره، نجح مجددا داخل بلاده بعد عرض فيلمه الجديد "الديلر" والذى جفت أقلام النقاد من كثرة الإشادة به، والكتابة عنه، مما كان له أبلغ الأثر فى استفزاز بعض الحاقدين عليه وعلى نجاحه، حيث وجدوا فى أزمة الممثلة الإسرائيلية المفتعلة مادة جيدة للتقليل من شأن النبوى الذى ازداد فى عيون الكاشفين لبواطن الأمور، والعارفين بطبيعة النفس البشرية، والعالمين بحقيقة العلاقة المصرية الإسرائيلية.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة