شهد برنامج عمل قرينة الرئيس السيدة سوزان مبارك اليوم، الأحد، نشاطا مكثفا تمثل فى عقد ثلاثة لقاءات متتالية استهدفت دعم التعاون مع منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وشركة (آى بى إم) العالمية، وتعزيز الحوار البناء حول دور المرأة العربية فى مجتمعاتها، ومناقشة التحديات المشتركة التى تواجه دول المنطقة العربية.
وجاء استقبال السيدة سوزان مبارك رئيس الهلال الأحمر المصرى لمدير عام الأونروا فليبو جراندى والوفد المرافق له بمناسبة تعيينه رئيسا للمنظمة.
وأبدت قرينة الرئيس- خلال اللقاء- تقديرها لدور المنظمة ولتعاونها المثمر والبناء مع الهلال المصرى فى مساندة الشعب الفلسطينى بصفة عامة ومساندة الأشقاء الفلسطينيين تحت الحصار فى غزة فى الظروف الأخيرة بصفة خاصة.
ووعد رئيس المنظمة باتخاذ الإجراءات اللازمة لسرعة إرسال المعونات والحفاظ على جودتها وتذليل الصعوبات التى تواجه نقل المعونات.
وأكد الأمين العام للهلال الأحمر المصرى الدكتور ممدوح جبر - الذى حضر اللقاء- أنه تم من خلال الأونروا إرسال مواد غذائية ومعونات إغاثة إلى الشعب الفلسطينى فى غزة منذ العدوان الإسرائيلى عليها- خلال الفترة من 27 ديسمبر 2008 وحتى 23 يناير 2009- قدرت حتى الآن بتسعة آلاف طن.
وخلال حوارها مع البرلمانيات العربيات المشاركات فى فعاليات المؤتمر الإقليمى الذى استضافه المجلس القومى للمرأة على مدى يومين حول "دور البرلمانيات العربيات فى صياغة السياسات من أجل التنمية" عرضت السيدة سوزان مبارك قرينة السيد رئيس الجمهورية رئيس المجلس بانوراما عريضة للجهود المصرية فى مجال تمكين المرأة بكافة جوانبه خاصة التمكين السياسى.
وتطرقت إلى أهمية التعاون الإقليمى لمواجهة التحديات المشتركة التى تقوض الدور الفاعل للمرأة العربية..معربة عن تطلعها من خلال تعزيز الحوار السياسى بين البرلمانيات فى المنطقة العربية إلى بلورة توجهات محددة والخروج بتوصيات قابلة للتطبيق بشأن توسيع فرص التعاون والتكامل الإقليمى بما يلبى الآمال فى التنمية والسلام.
وفى حوار ودى مع البرلمانيات العربيات، قالت سيادتها إن هذا اللقاء يسمح بعرض الرؤى والتجارب المختلفة وتبادل الخبرات ومراجعة السياسات القائمة واقتراح سياسات وإجراءات أكثر فاعلية يمكن للبرلمانيات الدفاع عنها وتبنيها فى دولهن للتصدى لتلك المشكلات والتحديات بشكل مشترك.
وأكدت ثقتها بقدرة المرأة على التأثير الإيجابى فى القرار السياسى، واصفة المرأة البرلمانية بأنها تمثل ضمير وصوت كل أمة حيث لا تستطيع الوقوف مكتوفة الأيدى أمام الأزمات الملحة أو تجاهل أوضاع إنسانية خطيرة مترتبة على الاحتلال الأجنبى والحصار، كما نراه بالنسبة للأوضاع المؤلمة والخطيرة لأوطاننا فى فلسطين.
كما أكدت أهمية بحث فرص التعاون والتكامل الإقليمى لمواجهة التحديات المشتركة التى تواجه دول المنطقة العربية والتأكيد على الدور الفاعل للمرأة البرلمانية فى هذا الصدد.
ومع تشابك قضايا التنمية فى الداخل ونمو التحديات المشتركة على مستوى المنطقة والعالم واستمرار فجوة التقدم وأوضاع عدم التوازن وظروف التوتر والصراع، أكدت السيدة سوزان مبارك قرينة السيد رئيس الجمهورية تزايد القناعة بحتمية توسيع مشاركة المرأة فى دوائر صنع القرار السياسى وبضرورة دعم دورها وقدرتها على التأثير لصالح وضع سياسات وتشريعات تحقق نهجا أكثر توازنا وعدالة واستدامة بجهود التنمية.
وركزت قرينة الرئيس على ما أثبتته التجارب والخبرات الواقعية فى كل زمان ومكان من أن المرأة هى الأكثر معاناة فى ظروف الأزمات الاقتصادية والمالية، وفى ظل التوترات والصراعات والنزاعات المسلحة إلى جانب التحديات الجديدة التى تتنامى حدتها فى الآونة الأخيرة.
وأشارت إلى قضايا التغير المناخى والأمن الغذائى وأزمة الطاقة والمياه وظواهر التطرف والعنف الاجتماعى وجرائم الاتجار بالبشر، قائلة إن المرأة هى الأجدر على المشاركة فى وضع السياسات والبرامج المنوط بها التصدى لهذه الظروف والأقدر على مراعاة اعتبارات النوع الاجتماعى فى رسم هذه السياسات وفى وضع التشريعات وتهيئة الأوضاع فى اتجاه التغيير المنشود.
وأوضحت أنه رغم الاعتراف بكل هذا، فمازالت المرأة هى الأقل تمكينا فى المراكز القيادية والأضعف صوتا فى المفاوضات والمحافل المؤثرة فى صنع القرار والمعنية بمراقبة عملية تنفيذه.
ولفتت السيدة سوزان مبارك إلى أن لجنة المرأة التابعة للأمم المتحدة حددت 30% كحد أدنى لضمان عدالة تمثيل المرأة فى البرلمان وقدرتها على التأثير الحقيقى فى القرار السياسى والعملية الديمقراطية.
وأكدت قرينة رئيس الجمهورية السيدة سوزان مبارك أن الأرقام والإحصائيات تشير إلى أن واقع عدم المساواة فى الفرص السياسية مازال قائما رغم تصديق معظم الدول على الاتفاقات والمواثيق الدولية الخاصة بحقوق الإنسان وتبنيها لتشريعات حديثة تكفل للمرأة حقوقها المدنية والسياسية.
وأوضحت- خلال حوارها مع البرلمانيات العربيات- أن الأطر الثقافية والاجتماعية السائدة مازالت تمثل العائق الرئيسى أمام إتاحة فرص حقيقية متكافئة لمشاركتها فى صنع السياسات العامة المنوط بها صياغة مسارات التغيير والتنمية، لافتة إلى أنه مازال على المرأة أن تسعى بدعم من القوى والمؤسسات المستنيرة فى المجتمع إلى بناء المناخ العام الأكثر مساندة لدورها فى الحياة العامة.
وعن الوضع فى مصر، استعرضت السيدة سوزان مبارك مسيرة حصول المرأة المصرية على كامل حقوقها السياسية فى الانتخاب والترشح للمجالس النيابية بموجب دستور عام 56 أى منذ أكثر من نصف قرن.
وقالت: إنه بالرغم من ذلك فقد ظلت نسبة تمثيلها فى البرلمان نسبة متواضعة لا تستجيب لما تفرضه قضايا العمل الوطنى فى الداخل ومستجدات العالم الجديد من تحديات كبرى تستوجب مشاركة المرأة بكامل طاقتها فى بناء مشروع النهضة والتقدم المصرى.
ووصفت إنشاء المجلس القومى للمرأة بأنه نقطة تحول هامة فى حركة تقدمها على كافة الأصعدة لاسيما المشاركة السياسية، مشيرة إلى تبنيه منظورا متكاملا فى هذا الصدد شمل حوارات مستمرة مع الأحزاب السياسية والعمل المكثف لتدريب الكوادر البرلمانية من النساء ومراجعة للتشريعات ذات الصلة والحشد لقوى المجتمع من خلال برامج التعليم والثقافة والإعلام.
وعن التعديلات التشريعية فى الفترة الماضية، قالت السيدة سوزان مبارك إنها جاءت لتؤكد دور المرأة فى التأثير على عملية صنع القرار وإعداد التشريعات القادرة على تمكينها من القيام بدورها الفاعل فى المجتمع.
وأشارت إلى التشريعات الهامة على قوانين الأحوال الشخصية والتعديلات على قوانين العمل وتعديلات قانون الجنسية وقانونى إنشاء محاكم الأسرة وإنشاء صندوق نظام تأمين الأسرة والتعديل بقانون حقوق الطفل وإصدار أول قانون بشأن محاربة الاتجار فى البشر.
وأكدت السيدة سوزان مبارك للبرلمانيات العربيات أن التعديلات التشريعية لضمان حد أدنى لتمثيل المرأة فى البرلمان تمثل انتصارا هاما لمسيرة المرأة المصرية من أجل تمثيل عادل ومستحق لها على خريطة النشاط السياسى.
وأوضحت أن التحدى الحقيقى الذى يواجه المرأة البرلمانية سوف يظل هو الارتفاع بقدرتها على ممارسة العمل السياسى والانتقال من مرحلة التمثيل فى المجلس التشريعى إلى مرحلة التأثير الفاعل من خلال التعبير الحر الواعى عن أهم قضايا المجتمع والمشاركة فى صنع السياسات العامة من منطلق الإدراك والمعرفة لتحديات ومستجدات العصر الجديد ومتطلبات التغيير الاقتصادى والاجتماعى والسياسى المنشود.
وتناول لقاء السيدة سوزان مبارك مع رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذى لشركة "أى بى إم" العالمية صامويل جيه بالميزانو مشاركة الشركة فى المبادرات المختلفة فى مصر فى مجال تطوير التعليم وتنمية قدرات المعلم وتوفير أحدث الأدوات التعليمية من برمجيات ونظم وأجهزة حاسبات تساعد على تنمية المهارات الابتكارية والتعلم التفاعلى عند الأطفال.
وتشارك الشركة فى مشروعات تطوير المدارس "مشروع المائة مدرسة" التى ترعاها السيدة سوزان مبارك فى محافظات القاهرة والأقصر والجيزة والفيوم من خلال مشروع "شارك معنا".
كما تشارك الشركة فى عملية تدريب المدرسين فى هذه المرحلة على مبادىء تكنولوجيا المعلومات، وكيفية استخدام الحاسب الآلى فى توصيل المادة العلمية إلى جانب أنها أحد شركاء مبادرة "نشر ثقافة السلام باستخدام تكنولوجيا المعلومات" والتى تتبناها حركة سوزان مبارك الدولية للمرأة من أجل السلام.
قرينة الرئيس السيدة سوزان مبارك
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة