"جوزيه ساراماجو" رحيل المشاكس وعدو إسرائيل الأول

الأحد، 20 يونيو 2010 02:14 م
"جوزيه ساراماجو" رحيل المشاكس وعدو إسرائيل الأول الكاتب البرتغالى الراحل "جوزيه ساراماجو"
كتبت هدى زكريا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ذهب إلى حديقة بيته، هناك بضع الأشجار، أشجار تين وزيتون، ذهب إليها واحدة واحدة واحتضن الأشجار ليقول لها وداعا، لأنه كان يعرف أنه لن يعود، إن رأيت شيئا كهذا وإن عشته ولمْ يترك فيك ندبا إلى آخر العمر، فإنك رجل بلا إحساس" ، بهذه الكلمات القليلة نعى الكاتب البرتغالى الكبير الفائز بجائزة نوبل "جوزيه ساراماجو" جده جيرونيمو، وبهذه الكلمات أيضا نعاه مريدوه أمس بعدما ذاع خبر وفاته عن عمر يناهز 87 عاما، بعد صراع دام طويلا مع المرض.

يلقبونه بالمشاكس الخارج عن الكنيسة، وذلك بسبب روايته "الإنجيل حسب المسيح" والتى أثارت جدلا واسعا فى البرتغال فور صدورها ولاقت هجوما شديدا من قبل الكنيسة الكاثوليكية البرتغالية والفاتيكان وكانت السبب فى استبعاده عن الترشيح لإحدى الجوائز الدولية والسبب أيضا فى رحيله إلى أسبانيا حيث عاش مع زوجته الأسبانية "بيلا ديل ريو" المترجمة الرسمية لأعماله إلى الأسبانية والتى تزوجها عام 1988، لتكون بذلك الأرض التى يلفظ فيها أنفاسه الأخيرة بعيدا عن موطنه الأصلى بوسط البرتغال حيث ولد عام 1922.

انتقل ساراماجو مع عائلته الى لشبونة بعد عامين من مولده، وترك التعليم وهو فى الثانية عشر من عمره، ليعمل بعد ذلك فى ورش الميكانيكا ومنها إلى العمل فى الصحافة والترجمة، ليتوج مسيرته فى النهاية بجائزة نوبل للآداب والتى حصل عليها عام 1998.

كما دأب طيلة حياته الأدبية على إثارة الجدل من خلال كتاباته وآراءه السياسية، فتارة يكتب ليبرئ قابيل من قتل أخيه هابيل كما فى راويته الأخيرة "قابيل"، وتارة أخرى يعلن عن موقفه السياسى وعدائه لإسرائيل حين شبه الأراضى الفلسطينية المحتلة بمعسكرات أوشفيتز.

وأصدر ساراماجو وهو فى الخامسة والعشرين روايته "أرض الخطيئة"، لكنه لم يستأنف الكتابة إلا بعد 20 عاما بديوان شعرى، غير أنه لم يُكرّس عالميته إلا فى 1982 برواية "بالتزار وبليموندا"، وهى قصة حب تدور فى البرتغالِ فى القرن السابع عشر.

ومزج ساراماجو العبثية والفانتازيا بالواقعية، ففى "الطوف الحجرى"، التى نشرت عام 1986، تنفصل شبه الجزيرة الإيبيرية عن أوروبا وتسبح عائمة فى المحيط الأطلسي، وفى روايتيه "العمى" و" البصيرة" يصاب بلد بأكمله بالعمى الأبيض، كما تناول فى " انقطاعات الموت" فرضية غياب الموت عن مدينة ما، وكيف يكتشف أهلها أهمية الموت فى حياتهم.

بهذا الأسلوب عالج ساراماجو أكثر المواضيع جدية، فركّز دائما على الوضع الإنسانى والعزلة التى تفرضها الحياة الحضرية الحديثة، وانتقد بشدة ودون مواربة التاريخ البرتغالى والمؤسسة الدينية والمحافظين.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة