أن تستغل بعض القنوات الفضائية آلام الشعب المصرى وجراحه الدامية لكى تثرى وتتخم بالأموال من جيوب خاوية، فذلك عيب وعار وشنار وتربح بطريق غير مشروع بأموال أشد تحريماً من السحت، ونهدى لتلك القنوات المثل المعروف: "تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها"، علماً بأنكم لستم جوعى وما تفعلونه ليس أكلاً بالأثداء فقط بل هو أكل بأجزاء أخرى من جسد هذه الأمة.
تطالعنا إحداهن بإعلان لتوفير وظائف للعاطلين وهم بالملايين وتشترط الاتصال بـ09000 كالعادة القبيحة التى خيمت على كل قنواتنا وتبين أنها سترسل لهم عناوين الشركات التى بها وظائف خالية، والخدعة معروفة ومكررة والنصب فيها واضح ومفضوح، ولكن بطريقة التعلق بقشة يتصل العاطل المسكين بمصروفه الذى يدفعه له أبوه من قوته وقوت أخواته وإخوانه الصغار ويستنفذ ما أخذ فى مكالمة لها بداية وليس لها نهاية وقد يصدقون ويعطونه عناوين لشركات طلبت موظفين ونشرت فى الصحف كما تجبرها قوانين وزارة العمل والعمال وأخذت كفايتها ممن لم يتقدموا لها فى المسابقة، ولكنها غطت احتياجاتها بالقرابة والمحسوبية والعضوية أو بالبيع الصريح أو شركات وهمية والقانون لا يحمى المغفلين، وقد يطالبونه بالاتصال مرة أخرى إذا لم يوفق فى المكالمة الأولى والاتصال مرة ثالثة إذا خانه الحظ فى المرة الثانية وتظل القناة تبتلع، والعاطلون يدفعون من أموال آباءهم فلا القناة تشبع ولا العاطلون يكفون عن الاتصال وأمل كاذب خير من لا أمل على الإطلاق.
فهل سيظل الوضع على ما هو عليه وعلى المتضرر اللجوء للقضاء كما كانوا يقولون ولا يزالون فى قضايا الاستيلاء على عقارات الغير؟ ونتمنى أن توضع تلك الإعلانات تحت الرقابة الإدارية والضرائبية ومباحث الأموال وأن تتحرك وزارة العمل وتوقف تلك الجرائم التى تتدخل فى صميم عمل وزارة العمل فهى التى لديها مكتب القوى العاملة ويسجل فيه العاطلون بلا اتصال بـ09000 وعليها أن تحذر فى كل وسائل الإعلام من تلك الممارسات وعلى الجهات الأمنية ضبط وإحضار هؤلاء الذين سيتسببون فى إثارة ملايين العاطلين مما قد يضر بالسلام الاجتماعى الذى بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة وهؤلاء يحاولون الإجهاز عليه.
وعلى شاكلة تلك القناة العديد من القنوات والأنشطة الطفيلية المتعددة، فمنها من استغل العنوسة ومنها من استغل الصلع، ومنها من استغل الفيروس C فأين قانون الجرائم الإلكترونية؟ وهل من الصعب على الحكومة تحديد هؤلاء؟ لا وألف لا فقد عرفوا نوع الموبايل الصينى الذى يستعمله المواطن وهو فى بيته، وتم إيقافه ولو كانت الشريحة يستخدمها فى عدة أجهزة مختلفة، ولله الحمد والمنة لدينا حكومة قوية وقوية جداً عندما تريد أن تكون قوية، وتنفض ودانها عندما تريد أن تكون طناش، وأكاد أجزم أن الحكومة تعرف جميع النشالين والحرامية والنصابين الكلاسيك والنصابين الشيك ومهربى الآثار والبلطجية بالاسم الرباعى والصورة والرقم القومى.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة