شكوى أو بالأحرى، بلاغ جاء فى اليوم السابع بتاريخ 20 ديسمبر 2009.. عدد كبير من شباب مصر فى مقتبل العمر خرجوا للعمل بخدمات الحج للعام الهجرى 1430 من خلال مكاتب إلحاق عمالة تابعة لوزارة القوى العاملة والهجرة، وبتأشيرات من أعضاء مجلسى الشعب والشورى بمبالغ مالية بدأت بخمسة آلاف جنيه، وانتهت فى بعض المحافظات إلى عشرة آلاف جنيه!!
بمجرد وصولهم للأراضى "المقدسة" بدأ مسلسل الإهانات والمرمطة وانتهاك الحريات واغتصاب روابط "لأخوة" المزعومة!!
ولمن لا يعلم فالمصرى القادم من الشقيقة الكبرى بمجرد أن تطأ قدمه السعودية ومعظم دول الخليج يجرد من جواز سفره!! شىء أشبه بخصى العبيد أيام الجاهلية فى إطار عصرى.
أكمل على لسان الشباب.. بعد السفر أصبحت المعاملة غير آدمية على الإطلاق، وبدأوا فى تحصيل مبالغ مالية منا بدون وجه حق، وعندما نسأل يكون الرد إنها بغرض تسهيل الإجراءات حتى نفد ما معنا من أموال.. وجدنا ما لا يخطر على عقل بشر، النوم على الأرض، وداخل الصالات والمطابخ ودورات المياه والشقة الواحدة بها 50 فرداً وأكثر لا يوجد شىء بالسكن، المياه مقطوعة والرعاية الصحية معدومة، مما تسبب فى تفشى العديد من الأمراض، وتأتى الفاجعة الكبرى فى الراتب فبعد أن كان الاتفاق على 125 ريالا فى اليوم، مقابل حمل وتشوين حقائب الحجاج بالمطار، وجدنا أن الأجر اليومى هو 25 ريالا شامله كل شىء، وإذا غاب العامل يوما واحدا يتم خصم مبلغ 110 ريالات، والواحد منا يعمل حوالى 14 ساعة يوميا، ففى أى قانون عمل هذا هل يتلاءم العمل مع الأجر؟ كل هذا يحدث دون وجود تفتيش أو متابعة من قبل المسئولين، واللافت مع كل هذا يوجد حوالى 1500 عامل عمالة زائدة موجودة فى المطار لا تجد عملاً وحالتهم سيئة للغاية يعيشون على الكفاف!!
هذه مأساة من ضمن كثير من المآسى والانتهاكات التى تحدث للمصريين فى الخارج بمختلف وظائفهم على مرأى ومسمع من العالم!!
تطاول.. وقاحة.. انتهاك نفسى وبدنى.. جلد.. والحكومة صامتة تماماً!!
أين الكرامة يا سيادة الرئيس؟! أنت المعنى بهذا الحديث يا سيدى الرئيس.. متى تتحرك وتنتشل علم مصر من تحت أقدام الأشقاء؟
إلى هذا الحد شعب مصر أصبح مستباحا؟ لماذا لا نوجه بيانا شديد اللهجة لدول تحقر من شأن المواطن المصرى؟ بيان فقط مجرد بيان منك لن يؤثر فى مصالح مصر الاستراتيجية!!
أنا مواطن من هذا البلد أستغيث بك وأستجدى الإنسان البسيط الغيور الأصيل الذى تزينت أكتافه برتب جيشنا العظيم.. وتزين صدره بنجمة سيناء رمز البطولة الأغلى على الإطلاق.
أرجوك يا سيدى الرئيس لا تتهاون مع أى شخص وأى بلد ينتهك كرامتنا.. أتشبث بيدك التى أقسمت على كتاب الله بحفظ الوطن والمواطن أن توقف هذه المهانة والاستهانة بشعب يشهد التاريخ الإنسانى على عظمته وشموخه وتفرده بين كل الشعوب.