"راندى سكاى" هى رئيسة مهرجان الأدب النرويجى العالمى، الذى بدأت فعالياته بمدينة ليل هامر شمال النرويج فى الـ25 من مايو الجارى، ويستمر حتى الـ31 من الشهر نفسه، وبحضور ممثلين لما يقرب من الـ15 دولة، وعلى الرغم من أن المهرجان يكرم مؤسسة تامر الفلسطينية للتعليم المجتمعى، فإنه وفى الوقت نفسه يستضيف المترجمة الإسرائيلية "دانا قصبى" لتشارك فى فعالياته، عن المهرجان وضيوفه وأهدافه كان لليوم السابع مع "سكاى" هذا الحوار.
منذ متى بدأ التحضير للمهرجان؟
بدأنا التحضير لتلك الدورة من المهرجان بعد أيام من اختتام دورة العام الماضى، فمهرجان الأدب النرويجى العالمى هو أكبر حدث أدبى فى الدول الإسكندنافية ولابد أن نكون على قدر المسئولية، لذلك بدأنا بدعوة الحضور والإعداد للعروض التى امتلأت بها الشوارع، وذلك بالتنسيق مع الجهات المختلفة.
وما الذى اختلف عن دورة العام الماضى؟
دورة هذا العام أولت اهتماما أكبر بالأطفال عن الأعوام السابقة، بالإضافة إلى توسيع نطاق المهرجان ليشمل عددا أكبر من الدول، فدعونا هذا العام ضيوفا من "الهند، والبرتغال، وأسبانيا، وفرنسا، وألمانيا، والمملكة المتحدة، وفلسطين، وبولندا، وأوكرانيا، وروسيا، وتركيا، والتشيك، وفلسطين ومصر، وإسرائيل وهو ما يمثل زيادة فى عدد الدول المشاركة عن دورة العام الماضى، بالإضافة إلى توسيع النطاق الجغرافى للمشاركين ليمثلوا كل مناطق العالم تقريبا، فالمهرجان بدأ يأخذ طابعا دوليا أكثر من أى وقت مضى.
وهل اهتمام مهرجان هذا العام بالأطفال جاء من أجل إرضاء وزيرة الثقافة الحالية أنيكن هوتفديلت والتى كانت تشغل منصب وزيرة الأطفال فى الحكومة السابقة؟
نعم، لا أنكر أن معرفتى بشغف الوزيرة بالأطفال دعانى للاهتمام بهم وهو ما ساعد على إنجاح المهرجان من ناحية وتحقيق هدفى فى نشر الأدب لدى الأطفال من ناحية أخرى، ولا أخفيك فقد كان الوزير السابق أقل اهتماما بالأطفال من الوزيرة الحالية التى أتت لتفتح المهرجان معنا وحضرت اليوم الثانى وكانت تتمنى حضور اليوم الثالث لولا انشغالها ببعض المسئوليات فى العاصمة، وأذكر أن الوزير السابق كان يأتى ليفتتح المهرجان ويسافر مباشرة.
تحدثت عن أهدافك فى المهرجان، فإلام كنت تطمحين؟
كنت أطمح فى نشر الأدب لدى الأجيال المختلفة وخاصة الأطفال والمراهقين ليتأملوا فى معنى الأدب، وحقوق الإنسان والفلسفة والوجود، كما تمنيت أن أوسع رقعة المشاركة العالمية فى المهرجان لكى نتعرف من خلال الأدب عما يجرى هنا وهناك ونستفيد من تبادل المعارف والتجارب والخبرات فى الدول المختلفة، وهو ما أتمنى أن يكون قد تحقق بالفعل، ناهيك عن الاحتفال بالكتاب فى مجتمع شغوف بالقراءة كالنرويج.
وماذا عن الكتاب الأجانب والمهاجرين؟
اهتمت دورة هذا العام بشكل خاص بالكتاب الأجانب والنرويجيين ذوى الأصول المختلفة، فاستضفنا الكاتبة الأفريقية "ساسا ستانيسيك"، والكاتبة الأمريكية فلسطينية الأصل سوزان أبو الهوا، والكاتب الإيرانى "محمود دولت بادى" كل ليحدثنا عن الأدب من رؤيته الخاصة، بالإضافة إلى عدد من الكتاب النرويجيين ذوى الأصول المختلفة.
ولماذا كرم المهرجان "مؤسسة تامر الفلسطينية" للتعليم المجتمعى؟
نحن نتعاون مع جارتنا السويد فيما يتعلق ببعض الجوائز الأدبية والاحتفالات، وكما تعلمين فإن مؤسسة "تامر" حصلت العام الماضى على جائزة "أستريد ليندغرين" السويدية لأدب الأطفال، فقمنا بتكريمهم فى إطار هذا التعاون، بالإضافة إلى أن مؤسسة "تامر" تستحق التكريم والاحتفاء ونحن بحاجة إلى أن نقدم شيئا إلى فلسطين وأتمنى أن نكون قد فعلنا.
ولكنكم دعيتم فى الوقت نفسه مترجمين من إسرائيل، فكيف جمعتم الإسرائيليين والفلسطينيين فى مؤتمر واحد؟
لم نتعمد أن ندعو الطرفين معا فمنظمة "نورلا" للترجمة هى التى وجهت الدعوة للمترجمين والكتاب من كافة أنحاء العالم، ونحن وضعنا تكريم "مؤسسة تامر" على أجندة المهرجان، وفى رأيى فإن لقاء الإسرائيليين بالفلسطينيين هنا بعيدا عن منطقة الصراع قد يجعلهم يفكرون فى الأمر بشكل مختلف.
وهل ستدعو كتاب ومترجمين عرب فى دورة المهرجان القادمة؟
لا أستطيع أن أعدك بشىء لأن تلك الدورة هى آخر دورة لى فى إدارة المهرجان، ومنذ العام القادم سيأتى رئيس جديد، ولكننا لا نمانع فى دعوة كتاب عرب وقد سبق وأن وجهنا الدعوة للدكتور "علاء الأسوانى" صاحب رواية "عمارة يعقوبيان" فى فترة سابقة، ونتمنى أن يأتى فى الدورات القادمة.