ذكرت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور أن هناك العديد من الإسرائيليين الذين يرون أن "إيران فوبيا" أو الخوف المتسلط عليهم من الجانب الإيرانى يسيطر على التفكير الإسرائيلى بشكل غير مطلوب على الإطلاق ويتضح فى إسقاطاته بالنسبة لمشاكل واسعة النطاق.
وأضافت قائلة لا يكاد يمر يوم دون تحذير من جانب مسئول أو سياسى أو جنرال إسرائيلى بشأن الطابع الذى يشكله التهديد الإيرانى على الدولة اليهودية والذى يوصف عادة بأنه "غير مسبوق" أو "أنه وشيك" أو "أنه قائم" بل وقد وصل الأمر إلى الإعلان جهارا أن التهديد الإيرانى وراء كل مشكلة إسرائيلية ابتداء من إعادة تسليح حماس حتى ما وصفوه بالأنشطة الإرهابية على متن أسطول غزة.. والسؤال الآن هل مطلوب من إسرائيل الآن عدم تعظيم وتضخيم للخطر الإيرانى وأن يتوقعوا خطرا أقل من جانبها؟
جاءت كل تلك التحليلات والتساؤلات بحسب ما ذكره موقع الصحيفة مساء أمس "الجمعة" من جانب ديفيد مينشارى مدير مركز الدراسات الإيرانية بجامعة تل أبيب الذى أعرب عن رفضه تماما لاستخدام وصف إيران بـ "الخطر القائم" لأنه يمنح إيران مكانة أكبر مما تستحقها وهى لا تسعى فقط - بحسب رأيه - إلى إثارة خوف شعب إسرائيل وانه يتعين عليه بمجرد امتلاك طهران أسلحة نووية أن يغادروا البلاد لأنه يعنى أن بقائهم على قيد الحياة بات مهددا.
وارتأى مينشارى أنه ينبغى على الساسة الإسرائيليين "عدم التحدث كثيرا" عن إيران وألا يبالغوا فى المقارنات التاريخية.. معتبرا أن طرح فكرة التماثل تشكل خطأ تاريخيا لأنه منذ عام 1938 و إيران على غرار ألمانيا فى سباق مع الزمن للتسلح بقنابل نووية وهو مالم يحدث فيما أنجزت دول أخرى هذا الهدف.
وأكد أنه مازال هناك أمام السياسيين الإسرائيليين من الأسباب التى تدعوهم إلى التقليل من أهمية إيران التى دأب قاداتها منذ إحدى وثلاثين عاما على وصف الدولة اليهودية بـ"الورم السرطانى" الذى سوف يتلاشى ويختفى يوما من على خريطة العالم وهو مالم بحدث حتى الآن.
وبدوره اعتبر هاجاى رام بجامعة بن جوريون بالنقب فى كتابه الأخير الذى صدر تحت عنوان "إيران فوبيا: منطق التسلط الإسرائيلى" ممما لا شك فيه أن هناك شيئا غير مناسب وغير قائم تماما فيما يتعلق بعدم الفهم الإسرائيلى للتهديد الإيرانى حتى وان كان هذا التهديد حقيقة بالفعل لاعتبارات معينة.
واعتبر أن الخوف الفعلى المتسلط على الفكر الإسرائيلى من جهة إيران أدى إلى زعم معظم الإسرائيليين انه فى حال السماح لإسرائيل بامتلاك أسلحة دمار شامل فإن آيات الله النوويين" سيتحولون سريعا ضد إسرائيل حتى يتسنى لهم تحقيق طموحاتهم والرؤى التى يحلمون بها وتسيطر على عقولهم.
