على غرار ما قام به بطل الحرب والسلام الشهيد أنور السادات من مخاطبته للآباء والأمهات الثكلى ودعوته للسلام ووقف الحروب التى لا طائل منها سوى الدمار وفقد الأبناء، فى خطابه الشهير أمام البرلمان الإسرائيلى (الكنيست) حيث لاقى قبولا لدى الغالبية بإسرائيل، ومن هنا كانت معاهدات واتفاقيات السلام بين مصر وإسرائيل، نتوجه اليوم لأصحاب الرأى للتدبر فى نهج نتانياهو بالابتعاد عن السلام وتحدى الإرادة الدولية وما يستتبع ذلك من إسالة الدماء على الجانبين دون طائل.
دعونا بداية نقول إن تدمير شعب بأكمله وحرمانه يوميا من الأمن والأمان لا يكون مردوده سوى المقاومة الفلسطينية وبالتالى هناك قتلى وفقدان للأمن، فلو أن كل جندى إسرائيلى سأل نفسه قبل مغادرة معسكره متوجها إلى المناطق المحتلة للاعتداء وترويع الآمنين.. لماذا؟ الفضل البقاء فى معسكره وماكان نصيبه الإصابة أو القتل.
ففى يوم الجمعة الموافق 27 مارس 2010 قامت قوات من لواء جولانى الذى يقوده العقيد / آفى فيلد باقتحام قطاع غزة والاعتداء على الفلسطينيين وكانت نتيجة هذا الاعتداء بالجانب الإسرائيلى مقتل ضابط برتبة رائد (اليراز بيرتس) ورقيب أول (إيلان سبياتكوفسكى) وإصابة الرقيب (جايا الماكيم) (صحيفة معاريف 29/3/2010).
وبالطبع قام نتانياهو بصفته رئيسا للحكومة الإسرائيلية بحضور مراسم جنازة الرائد (اليراز بيرتس) وقدم التعازى لأسرته، وتأتى المفارقة الغريبة بأن نتانياهو فى فترة ولايته الأولى عام 1998 قام أيضا بحضور مراسم جنازة الشقيق الأكبر لهذا الضابط وهو الضابط (اوريال بيرتس) الذى لقى مصرعه فى حرب لبنان الثانية وتم دفن الشقيقين فى مقبرة عسكرية واحدة.
وطالما بقى نتانياهو رئيسا للحكومة وبهذا النهج بعيدا عن السلام فعلى هذه الأسرة الاستعداد لتلقى مواساته فى الشقيق الثالث.
هذا بالنسبة للقتلى الإسرائيليين، أما بالنسبة للأسرى فهناك أسير واحد وهو جلعاد شاليط، وسيبقى رهن الأسر طالما بقى تعنت نتانياهو دون مراعاة لمشاعر أكثر من عشرة آلاف أسير فلسطينى يمثلون آلافا من العائلات تتألم على مدى أعوام طويلة ترقبا لعودتهم.
وقد انتهز والد شاليط فرصة يوم الأسير الفلسطينى وخاطب خالد مشعل رئيس المكتب السياسى لحركـة حماس بدمشـق برسالـة تحوى الوعيد والتهديد فحواها طلب الموافقة على صفقة تبادل الأسرى (1000 أسير من بينهم 450 تطلبهم حركة حماس) طبقا لخطة الوسيط الألمانى (جيرهارد كونراد) وجاء فى رسالته التذكير بميثاق جنيف وحقوق الإنسان والقانون الدولى وحصار غزة (صحيفة هآرتس 16/4/2010)، وتناسى تطبيق هذه القوانين على الأسرى الفلسطينيين، عليه التوجه إلى نتانياهو وحكومته بهذه الرسالة فعائلات الأسرى الفلسطينيين يتألمون ويعانون أكثر مما تعانى أسرة جلعاد وشاليط.
د. عبد الرازق سليمان يكتب: الآباء والأمهات بإسرائيل.. تقبلوا تعازى نتانياهو فى قتلاكم
السبت، 19 يونيو 2010 09:36 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة