نعى الكاتب الكبير بهاء طاهر فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" الروائى البرتغالى العالمى جوزيه ساراماجو José Saramago ، وقال: إن الإنسانية كلها ستفقد هذا الكاتب الصادق الكبير، وأشار إلى موافقه الإنسانية النبيلة التى كان يناصر فيها المظلوم ويتصدى للظالم، وأضاف طاهر: لا أنسى لساراماجو مواقفه الصريحة المناصرة للحق العربى فى فلسطين فقد كان صديقا للعرب، ومعاد للصهيونية، وعندما حضر إلى المؤتمر الأدبى الذى أقامه محمود درويش فى رام الله أدلى بتصريحات عنيفة ضد "إسرائيل" وقال: أنا أفضل أن أكون متأثرا بالدعاية الفلسطينية الرخيصة على أن أكون ضحية للدعاية الإسرائيلية الباهظة.
وقال عن ساراماجو الذى توفى أمس الجمعة عن عمر يناهز 88 عاما: أنا معجب جدا به، لأنه جمع بين شخصيات ثلاث، المفكر والأديب والسياسى، لأن هناك سياسيين لهم مواقف جيدة، ولا يجيدون توصيلها عبر كتاباتهم، وهناك أدباء يكتبون جيدا، لكن ليس لديهم مواقف سياسية جيدة، كما أن هناك مفكرين وأدباء يكتبون جيدا، لكن كتاباتهم تخلو دائما من الأفكار الواضحة والمفيدة للناس، وأكد بهاء طاهر على أن ساراماجو كاتب متكامل وصاحب موقف سياسى مشرف، ومبدع كبير، وجاءت صداقته للعرب فى أشد أوقات عزلتهم.
جدير بالذكر أن ساراماجو قد زار فلسطين ضمن وفد للكتاب العالميين عام 2002، والتقى بالرئيس الفلسطينى آنذاك ياسر عرفات، والشاعر محمود درويش، وعرف فى حياته بمواقفه السياسية وتعليقاته وانتقاداته العديدة حول التاريخ البرتغالى، وكان يؤكد على أن انتقاداته موجهة بالأساس إلى دولة " إسرائيل" وسلوكها ضد الفلسطينيين وإنها لا يمكنها أن تعتبر نفسها الممثل الوحيد للديانة اليهودية، كما كان ساراماجو يفضح استخدام إسرائيل لتهمة معاداة السامية من أجل تقزيم وتبخيس كل الانتقادات الموجهة لسياساتها، وكان ضمن الموقعين على الرسالة التى أدانت الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006، وعضوا فعالا فى قائمة الكتاب والمفكرين المناهضين للعولمة، وأحد المشككين فى الرواية الرسمية لأحداث 11 سبتمبر 2001.
ولد ساراماجو فى 16 نوفمبر 1922، بوسط البرتغال لعائلة من فقراء المزارعين، وعمل فى الميكانيكا فى الصغر، ثم عمل بالترجمة والنشر، وبدأ حياته كشاعر فأصدر ديوانين شعريين، بعنوان " قصائد ممكنة" و" ربما فرح" ثم اتجه للرواية وكتب "أرض الخطيئة" والتى نشرها عام 1947، وتوقف 20 عاما عن الكتابة ليعود إليها بعد ذلك وتتالت أعماله "مذكرة الدير" ، "عام موت ريكاردو"، "موجز الرسم والخط" ، "الإنجيل حسب المسيح" ، "قصة حصار لشبونة" ، "كل الأسماء" ، " الآخر مثلى" ، " المغارة" ، "انقطاعات الموت" ، و" الطوف الحجرى " التى حاز عليها جائزة نوبل عام 1998.