أحمد عبد العليم يكتب: الانتحار هو الحل!!

السبت، 19 يونيو 2010 02:57 م
أحمد عبد العليم يكتب: الانتحار هو الحل!!

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصبح الانتحار موضة فى المجتمع المصرى، وأصبحت وسائل الإعلام تتداول الأخبار المتلعقة بالانتحار كما تتناول الخبر المعتاد عن مقتل فلسطينى وإصابة آخر، أو خبر فشل جامعة الدول العربية فى الاتفاق أو فى تحقيق أى شىء يُذكر.

شاب ضاقت به ظروف الحياة، شعر أن حبيبته التى تمناها لن تكون له، وجد أن الحل الوحيد للحفاظ على حلمه هو الانتحار، وأقدم عليه، شاب آخر خرج من الامتحانات، وكانت الأسئلة صعبة للغاية، الحل؟؟ الحل هو الانتحار.

الانتحار أصبح هروبا من الواقع المؤلم، ربما يختاره الكثيرون لأنه غير مكلف، وكذلك لأنه فى مصر متوفر فى كل مكان، فعليك فقط أن تذهب إلى فرن عيش أو أن تركب قطارا من قطارات سكك حديد مصر، أو أن تذهب لحدودنا مع الشقيقة إسرائيل كى يقتلونك خطأ ً وبدون عمد، ويعتذرون عن قتلك، واهو قتل الحبيب زى أكل الزبيب!.

أو إذا كنت ممن ابتلاهم الله بحب السياسة أو ممن فلتوا من ضحايا التعليم وتعلمت أنك لك دور فى مجتمعك وذهبت لكى تُدلى بصوتك فى إحدى الانتخابات، وهناك ستجد ما لم تحلم به "فيلم أكشن" أنت البطل فيه بلا منازع، ستجد كل أنواع الأسلحة والبلطجة والرشاوى، وكذلك قد تجد المال الكافى لكى تأكل ما تشتهيه مقابل أن تبيع صوتك لأحد المرشحين قبل أن تُفاجئ بأن الأكل كان مسمما.

ويخرج الشيوخ لكى يؤكدوا أن هذا التسمم هو عقاب الله لك على جريمتك، كيف تبيع صوتك؟!، ويدخل المجتمع فى فوضى من الفتاوى التى تجرمك، وأخرى تقول إن الأعمال بالنيات، وأخرى تقول لو باع صوته وأخد الفلوس باليمين حلال، إنما لو بالشمال حرام!

إذا أردت أن تنتحر فى هدوء ودون أن يسمع عنك أحد، عليك فقط أن تتطلع على تصريحات وأرقام مجلس الوزراء التى دائما ما تعلن أن المواطن المصرى راض وسعيد وعايش فى عز وجمال كمان.

أما إذا أردت أن تنتحر مبتسما ً فليس عليك سوى الذهاب إلى تمثال مصطفى كامل "لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس" وقضاء حاجتك بجانب التمثال قبل أن تنتحر، أما إذا أردت أن تنتحر باكيا ً متحسرا ً نادما ً كئيبا ً فليس عليك سوى الاستماع إلى مصطفى كامل "اشطة يابا".

أما إذا أردت أن تنتحر وأنت فى قمة الغيظ، فعليك فقط أن تطالع الصحف القومية، خاصة الثلاثى المرح "الجمهورية– الأخبار– الأهرام".

أعتقد وفى ظل وجود كل هذه العوامل التى تساعد على الانتحار، يعتقد الكثيرون ممن يفكرون فى الانتحار بأن الانتحار سهل، ولكن حتى الانتحار هو أيضا ليس سهلا نظرا ً لأننا مجتمع بيرواقراطى.
حيث إن محاولة الانتحار مثلها مثل محاولة استخراج أوراق رسمية من إحدى المصالح الحكومية، الأمر صعب للغاية.

لذلك كثيرا ما تقف شهامة بعض ولاد البلد عائقا أمام تحقيق حلمك بالانتحار، وينقذونك، وإعمالا بالمثل القائل "لا بترحم ولا بتسيب رحمة ربنا تنزل"، خرجت الحكومة المصرية بقانون يُجرم الانتحار وعقاب قد يصل إلى الحبس.

سيظل الانتحار حلا ً لضعاف النفوس، وعديمى الهمة، إذا كانت الحياة ذنبا نستشعر به بسبب الظروف الصعبة، فإن الانتحار خطيئة كبرى، ومحاولة حل المشكلات هو انتحار للمشكلات وشهادة ميلاد لنا.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة