يحيى أحمد يكتب: أهلاً بكم فى عصر "الوكسة"

الجمعة، 18 يونيو 2010 06:41 م
يحيى أحمد يكتب: أهلاً بكم فى عصر "الوكسة"

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تنتاب مصر حالة من الغباء الاحتجاجى شاب لها جبينى، ففى يوم تجد المعتصمين بعد أيام وليال طويلة على رصيف مجلس الشعب يخلعون ملابسهم ويتهجمون على وزيرتهم عائشة عبد الهادى، وفى يوم آخر تحدث أزمة المحامين ورجال القضاء، وبعد دعم نقيب المحامين للمحامين بالإضراب العام فى كل الجمهورية، تجد محامى طنطا يحتلون مكتب المحام العام بطنطا وتكسير وتخريب بعض ما يحتويه المكتب من أثاث، حالة من الغضب الأهوج تنتاب المصريين.

عندما أستقيظ وأرى أن المحامين يطالبون بحقوقهم بالعنف والبلطجة، إذن فمن يمارس القانون فى استرداد حقوق المواطنين، من فى مصر يحكم بالعدل عندما نجد وكيلاً للنيابة ومحامى يتطاولان بالضرب والسب على بعضهما البعض، وليست مشكلتى هنا من بدأ بالضرب ولا من بدأ بالسباب، كلاهما أخطأ.

هناك علامات مبكرة تسبق أى كارثة، هناك من يلاحظها وهناك من يتغاضى عنها، وهناك من يتعامل معها بالمسكنات، ولكن فى النهاية هى علامات إنذار مبكر وإن كانت النكبة قد حدثت فى عام 48 والنكسة فى عام 67، إذن فما نحن فيه الآن هو الوكسة.

نعيش فى فوضى غير منظمة، غير موظفة، كل فئات الشعب تتهم بعضها بعضا بالخيانة، حتى فى كرة القدم على سبيل المثال لا الحصر، يرى جمهور الزمالك أن الأهلى هو ناد الخونة ويرى جمهور الأهلى أن نادى الزمالك هو نادى الخونة، وفى النهاية شعب مشتت لا يثق فى قدراته التى بالكاد يعرفها شعب تهالكت قواه.

مصر بحاجة إلى قائد بحق، قبطان يوجه الدفة ويوجه الشراع، ليصل بنا إلى بر الأمان، يضمد جراح المصريين يوحد صفوفهم، يبث فينا روح التفاؤل والأمل ينهى الطائفية التى تقتات على دماء الأبرياء، يخرجنا من مستنقعات التخلف التى غرقنا فيها، يوجه طاقتنا إلى عمل لصالح وطن واحد، نتنفس فيه نفس الهواء، تسطع علينا فيه شمس واحدة، ويتلألأ لنا فى ليله قمر واحد.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة