◄◄ «سيدى جابر» و«المنتزه» و«الرمل» أقسام سيئة السمعة وتاريخ أسود مع قضايا التعذيب
مواطنون غاضبون وشرطيون متهمون.. باختصار هذا هو واقع الإسكندرية الآن.. صدام دائم واشتباكات لا تنتهى دون ضحايا.. والأهالى يواجهون ظلم الحكومة بالمظاهرات أحياناً وبالعنف أحياناً أخرى.
السكندريون شهدوا مؤخراً مجموعة كبيرة من حوادث التعذيب على يد ضباط وأمناء شرطة ومخبرين، واكتسبت أقسام الشرطة سمعة سيئة بسبب ما ارتُكب بها من جرائم تعذيب.. أشهر هذه الأقسام هى «المنتزه»، و«سيدى جابر»، و«الرمل».
الأول، المنتزه، اختطف أرواح كثير من الضحايا بسبب بطش رجاله، واشتهر فى المنطقة بأن ضباطه هم الأكثر شراسة على مستوى المحافظة.
وهو ما أثبتته لجنة تفتيش من النيابة العامة عام 2007، بعد عثورها على أدوات تستخدم فى التعذيب، بالإضافة إلى 40 شاباً محتجزين دون إذن من النيابة. أما قسم الرمل فكان ضباطه أبطال قضية تعذيب مواطن حتى الموت، بعد أن تم إلقاء القبض على المواطن حسين محمد مرسى، بدعوى صدور عدة أحكام ضده، وبعد يوم واحد من احتجازه أبلغ القسم والده بأن نجله توفى نتيجة تعاطيه أقراصاً مخدرة، وهو ما لم يصدقه الأب، فتقدم ببلاغ للنيابة أكد فيه تعرض نجله للتعذيب على أيدى رجال الشرطة، مطالباً بتشريح جثته للوقوف على الأسباب الحقيقية للوفاة، وأثبت تقرير الطب الشرعى صدق كلام والد المتوفى، مؤكداً أن الشاب تعرض لتعذيب جسدى شديد قضى على حياته.
صراعات السكندريين والحكومة لا تقتصر على أزماتهم المتكررة مع رجال وزارة الداخلية، لكنها تمتد أيضاً لتشمل العديد من الوزارات الأخرى، من بينها مؤخراً مظاهرات المحامين ضد وزارة العدل لعدم توفيرها غرفاً مناسبة لهم داخل محكمة الدخيلة، التى افتتحها ممدوح مرعى وزير العدل مؤخراً. ولم تتوقف المظاهرات عند المحاكم فقط بل امتدت لتصل إلى المستشفيات، فأمام مستشفى الشاطبى تظاهر المئات للتنديد بجريمة ارتكبها أحد أطباء المستشفى، عندما أخطأ أثناء إجراء عملية لسيدة عجوز وتسبب فى وفاتها، فضلاً عن مظاهرات كبيرة للمرضى المطالبين بالعلاج على نفقة الدولة.
واحتلت السياسة النصيب الأكبر فى تظاهر المواطنين، ومن أبرزها مظاهرات مؤيدى الدكتور محمد البرادعى وأنصار الجمعية الوطنية للتغيير، الذين طالبوا بتفويض البرادعى من أجل تغيير مواد الدستور.
وزارة الزراعة هى الأخرى أخذت نصيبها عن طريق الاحتجاجات الغاضبة لأهالى طوسون، بسبب سعى اللواء عادل لبيب، محافظ الإسكندرية، لإزالة منازلهم، مع رفض وزير الزراعة أمين أباظة مساعدتهم.
اللواء لبيب نفسه كان سبباً فى اندلاع كثير من أحداث الغضب مؤخراً، بصراعاته مع الباعة الجائلين حول أكبر أسواق الإسكندرية.. المحافظ يرفع يافطة تطوير السوق بإزالة كل ما هو موجود خارج المحال، وهو ما حدث فى سوق شيديا بكامب شيزار، وسوق الأندلس بشارع لاجيتيه، وسوق الساعة بميدان فيكتوريا، والأخير شهد أحداث شغب، وصلت إلى إشعال الأهالى النيران فى شوارع المنطقة، بحسب وزارة الداخلية، وإلقاء القبض على العشرات من الأهالى، المحبوس منهم حتى الآن 28 مواطناً على ذمة التحقيقات.