هل كانت مذكرات هبة ابنة ليلى غفران السبب الرئيسى وراء قتلها؟

الجمعة، 18 يونيو 2010 01:34 ص
هل كانت مذكرات هبة ابنة ليلى غفران السبب الرئيسى وراء قتلها؟ هبة العقاد
محمد الدسوقى رشدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄«اليوم السابع» تنشر نص مذكرات هبة العقاد وتفتح بابا للتساؤل حول دور الأسماء المذكورة والعلاقات الحميمة عن تلك النهاية المأساوية للفتاة
◄◄ مطرب معروف ومصور فوتوغرافيا شاب ضمن قائمة طويلة من الأسماء التى اتهمتها هبة باستغلالها بشكل خسيس


فى العام الماضى رزقنا الله بقضيتين جمعتا كل عوامل الإثارة التى ستبقينا ندور ونلف حولهما لسنوات طويلة.. جريمتا قتل، الجناة والضحايا من المشاهير، المال والجنس بطلان رئيسيان، والشك يلعب دورا أكثر إثارة، ففى قضية هشام وسوزان يشك الناس فى أن نهاية هشام ستكون حبل المشنقة رغم الحكم الصادر بذلك، وفى قضية هبة ونادين يشك الناس فى أن محمود العيساوى هو القاتل الحقيقى رغم صدور حكم يؤكد ذلك.. فى قضية هشام وسوزان تفاصيل كثيرة وأوراق أكثر وخلفية سياسية واقتصادية تتطور كل يوم لتزيد من حالة ارتباك الجميع، أما فى قضية هبة ونادين فلم تظهر تلك الأوراق الكثيرة التى تعيد رسم مسارات أخرى مختلفة لتلك القضية بعد..

المفاجأة أننا فى «اليوم السابع» نملك تلك الأوراق، شهادات واعترافات سجلتها هبة العقاد على هيئة مذكرات يومية فى أجندة سوداء اللون ولم تكن تعرف أن كل هذه الحكايات والأسماء الواردة فى مذكراتها قد تكون سببا فى إعادة قراءة ملف قضيتها بشكل مختلف، صحيح أننا فى «اليوم السابع» نملك الكثير من تلك الأوراق منذ شهور طويلة، وصحيح أننا كنا قد قررنا فى يناير 2009 عدم نشرها بعدما وصلنا خطاب من والدتها ليلى غفران تطلب منا ألا ننشر من المذكرات التى كتبتها هبة مابين عامى 2006 و2007 ما يمكن أن يؤثر بشىء فى واقع القضية أو على مكانة ابنتها هبة، ووقتها اخترنا الانحياز إلى رغبة الأم وخط سير القضاء الذى لا يحب أن يشوش عليه أحد، ولكننا وبعد قرار المحكمة بإعادة التحقيق فى القضية وبعد قيام ليلى غفران بتفجير مفاجأة قد تقلب القضية رأسا على عقب بعد اتهاماتها المتكررة لزوج ابنتها على عصام بأنه يقف وراء مقتل ابنتها سواء بشكل شخصى أو بالتحريض، وجدنا أنفسنا مضطرين للعودة مرة أخرى إلى مذكرات هبة العقاد التى كتبتها بخط يدها، والعودة لأوراق هبة العقاد هنا لا تعنى أبدا تراجعنا عن موقفنا فيما يخص عدم النشر حفاظا على ذكرى الفتاة الراحلة، لأننا سنثبت على عهدنا مع القارئ بعدم استغلال السطور الخاصة جداً والسرية جداً التى كتبتها الراحلة هبة العقاد فى مذكراتها لصياغة موضوع مثير أو صناعة مانشيت ساخن، فقط سنعود إلى تلك السطور التى تضم الكثير من الأسماء والكثير من الأشخاص والعديد من الحكايات التى ربما تفتح أبواباً أخرى فى القضية، خاصة بعد أن وجهت الأم اتهامها للزوج على عصام، سنعود إلى تلك المذكرات لأنها ربما تكون سببا فى إنقاذ رقبة برىء، ووضع حبل المشنقة حول رقبة المتهم الحقيقى، أو ربما تكون شهادة صادمة تدين المجتمع بأكمله وتضرب جرس إنذار داخل كل بيت، وفى عمق كل أسرة انشغلت عن أولادها وبناتها بالحياة..

العودة إلى تلك المذكرات فرضتها علينا- كما قلت من قبل- تلك الرغبة فى البحث عن المتهم الحقيقى، خاصة بعد أن لخبطت ليلى غفران أوراق القضية بإصرارها الواضح على اتهام زوج ابنتها على عصام بقتلها، فما تضمه هذه المذكرات من حكايات واعترافات وأسماء لمشاهير ربما يقودنا إلى ما كان يتحدث عنه محمود العيساوى، المتهم الأول فى القضية، حينما صرخ قائلاً: (أنا برىء والله.. أنا مجرد خروف للأكابر) فقد يكون واحد من هؤلاء الأكابر الذى أشار إليهم العيساوى قد ورد اسمه من قريب أو بعيد بين سطور تلك المذكرات، أو قد تكون هذه الأسماء الواردة فى تلك المذكرات وأسرار علاقاتها غير الطبيعية مع هبة العقاد هى السبب الذى دفع المطربة ليلى غفران لأن توجه اتهامها للزوج على اعتبار أن تكون تلك الأسرار الواردة فى المذكرات قد أثارت حفيظته ودفعته للانتقام.

المتابع لتفاصيل القضية ومحضر التحريات وحالة التناقض الواردة فى العديد من النقاط، مثل الفانلة الداخلية التى لم تذكر النيابة أن المتهم كان يرتديها فى بداية التحقيق، ثم عادت وذكرت فى نهاية التحقيقات أن الفانلة الداخلية كان عليها تلوثات دموية خاصة بالمجنى عليهما، وجعلتها دليل الإثبات الرئيسى لإدانة المتهم، ثم فضيحة سى دى المعاينة التصويرية الذى ظهر فيه العيساوى وهو يحصل على تعليمات بما يفترض أن يقوله وكأنه يمثل جريمة حسب سيناريو كتب له.. كل هذا وغيره يجعل من تلك المذكرات الخاصة بالضحية هبة العقاد ورقة جديدة وهامة فى القضية تستوجب النشر، ليس فقط لإثبات أن هبة العقاد كانت ضحية ضربة سكين غادرة، ولكن لإثبات أن تلك الفتاة كانت ضحية مجتمع تاهت منه أخلاقه وفضائله وسيطرت الرغبة فى الاستغلال على كل أفراده أو على الأقل على كل الأفراد الذين دخلوا حياة تلك المسكينة.

فى مذكرات هبة العقاد التى سطرتها فى أجندة سوداء اللون وفى الفترة مابين 2005 و2007 وتحديداً تلك الصفحات التى دونت فيها يوميات 2005 لن تجد سوى الإحباط عنوانا دائما، يفاجئك فى كل سطر ويداهمك من داخل كل رسمة أو شخبطة من تلك الشخابيط والرسومات الحادة التى كانت تعبر بها هبة عن حالتها حينما تعجز عن الكلام، وبرفقة هذا الإحساس الفظيع بالإحباط الذى يسيطر على تلك المسكينة ستجد إحساسا آخر أبشع تشكو فى كل صفحة من توحشه ومن سيطرته عليها، إحساسا دائما بالوحشة والغربة والاغتراب.
فى مذكرات هبة العقاد صفحات كثيرة تتحدث عن رجال استغلوها بلا مشاعر منذ كان عمرها 13 سنة، عن أصدقاء وشباب ومشاهير استغلوها بلا ضمير، تحكى عنهم بوجع وتكتب عن ذكرياتها معهم بندم، فى يومياتها ستطل عليك أسماء مختلفة أحدها لمطرب شاب معروف ومصور فوتوغرافى بدأ اسمه يلمع فى الفترة الأخيرة، وغيرهما من الذين تطالعك صورهم فى المجلات الاجتماعية، والصفحات التى تنشر صور حفلات المجتمع والشباب، كتبت هبة ذكرياتها عن هؤلاء كأنها تكتب عن وحوش بلا قلب وبلا ضمير سعوا إلى استغلالها فى عز ما كانت هى تسعى للبحث داخلهم عن صداقة وحب وأمان تفتقده..

- فى صفحة تحمل تاريخ 7 مايو 2005 كتبت هبة: «الشىء الوحيد الذى أشعر به هو الإحباط، أشعر كأننى فارغة كالجحيم، وقد بدأت حياتى مرة أخرى، ولكننى لا أعرف من أين أبدأ بالفعل، إننى مجنونة بحب (ذكرت اسما نحتفظ به وهو لمطرب شاب معروف)، ولكننى لا أعرف إذا كان يحبنى أم لا، إننى أحتاجه بالفعل رغم أننا مختلفان... إننى آمل أن يسامحنى. أنا محتاجة لفرصة أخرى، «وربما لا».. إننى لا أستمتع بكل شىء، حتى أكثر الأشياء متعة، إننى أمر الآن بتجربة جديدة، وعواطف جديدة... إننى أشعر أننى أفتقد أشياء كثيرة فى حياتى... إننى محبطة كالعادة وكل ما أحتاجه هو أنت وصديقة واحدة فقط.. لقد عدت إلى المنزل هذا اليوم وفتحت قناة دريم اليوم، وتمنيت أن أراك فى التليفزيون.. فى هذه اللحظة أنت الآن على التليفزيون أتمنى أن يراك الجميع وأنت تغنى، أنا فى انتظار ظهورك فى الغناء».

- وفى يوم 18 مايو 2005 كتبت هبة فى صفحة يوميات جديدة فقرة واحدة فقط تقول فيها: «مش قادرة أصدق إن مرت 5 أيام من غيره.. أنا حاسة إنهم 5 سنين.. أنا محتاجة له جداً فى حياتى البائسة.. هموت من كثرة التفكير».

- وفى 7 يونيو 2005 كتبت هبة العقاد عن قصة حبها الفاشلة: «أنا عايزة أمثل، ده كان حلمى الدائم، وشكله قرب يتحقق.. «ش» لسه واحشنى.. أنا صحيح مش طوال الـ 24 ساعة محبطة ومتضايقة، لكن بفكر فيه كل ليلة.. إنه حبى الحقيقى والأول. ولكن يبدو أنه لن تكون هناك فرصة للعودة مرة أخرى.. إننى أعتقد أننى سأكون بمفردى لمدة ما.. لسه عندى أشياء تانية مهمة أفكر فيها.. عايزة أفكر فى الكارير الجديد بتاعى سأقوم بكل ما فى وسعى لأثبت نفسى فى هذه المهنة، أرجوك يا رب ساعدنى.. كان عندى تصوير عند (المصور الفوتوغرافى الشاب الذى نحتفظ باسمه) إمبارح.. هو عايزنى فى إعلان عن نوكيا، أنا متمنية جداً إنى آخد الإعلان دا».. وفى اليوم التالى 8 يونيو كتبت فى صفحة مقابلة وبخطوط خجولة أن المصور استغلها وأقام معها علاقة.

- فى 5 أكتوبر كتبت هبة فى يومياتها وبعد مرور شهر على وجودها فى لندن تقول: «أنا هنا فى لندن منذ شهر تقريباً، أغرب شهر فى حياتى.. «ع» صديقتى سرقت فلوسى، ودلوقتى أنا أعيش مع سارة وسامى فى البيت «ويست منيستر»، كانوا كويسين معايا خلال هذه الفترة، وشعرت أننى جزء من العائلة.. مصر وحشانى، ماما و«ش» واحشينى.. ومافيش حد تانى واحشنى.. أنا بدأت أدرك أنهم كانوا بجوارى علشان خاطر نفسهم، ومش حاسه إن حد منهم بجوارى بجد..».

- وبعد انقطاع عن تدوين يومياتها لعدة أيام عادت هبة لتكتب يوم 11 أكتوبر الآتى: «كل هذه النظريات عن الحب والزواج وإنجاب الأطفال، أنا مش عارفة ليه الناس بيفكروا أو بيحبوا الكلام ده.. هل أنا بحس كده علشان كل العلاقات التى مرت فى حياتى أفقدتنى معنى الحب، أنا مرتبكة جداً، ليه دايماً حاسة إن أمامى تحدى، وعلى أن أختار.. أنا زهقت من فكرة الاختيار».. ثم كتبت وبقلم لونه مختلف، كأنها تريد أن تؤكد أن الكلام التالى هو الأهم وهو الذى شكل طريق حياتها الملخبط: (عيونى.. ما هو الشىء الجذاب فى عيونى، أم أنه تبرير منهم كلهم بيستخدموه.. هل كلمة الجنس مكتوبة على عينى منذ ولادتى، لماذا أنا تعلمت الجنس فى الوقت الذى كان يجب أن أتعلم فيه ABC).

ليه تم الاعتداء علىّ واستخدامى أكتر من مرة، هل ده بسبب الآخرين؟.. اللى أنا متأكدة منه إننى لم أكن أنا السبب عندما كان عمرى 6 سنوات أو 9 سنوات، أو 13 سنة، هذه هى قصتى باختصار».

- وفى 25 نوفمبر أى بعد شهر تقريبا عادت هبة لتكتب حول نفس المعنى: «إيه بالظبط اللى فىّ يجعل الرجال يفكروا فى الجنس بمجرد رؤيتى؟.. ألا أستحق أن يبادلونى الحب أيضاً؟.. لماذا لا يوجد واحد فيهم يقدر مشاعرى؟.. هل الرجالة عموماً بيفكروا كده؟.. أول ما يشوفوا بنت بيفكروا فى الجنس؟.. برضه الأمر بيعتمد على البنت.. هى تقدر تحدد إذا كان الجنس فقط، أم حب.. سهل جداً اللعب، ولكن بشرط أن تعرف هى المفاتيح ».

- وفى 14 مارس 2006 كتبت هبة فى صفحة يومياتها وهى فى الطائرة عائدة للقاهرة فقرتين ستشكلان للجميع صدمة، فقرتين هما نتيجة واضحة لإحساس الغربة والإحباط اللذين سيطرا على تلك المسكينة قالت فيهما: «أنا كل حاجة فى البيت واحشانى، بس أنا عارفة أول ما سأضع قدمى فى مصر سأشعر بإحساس، مش لإننى تركت لندن، وسأبدأ بالإحساس بأن كل شىء فى لندن واحشنى.. مش عارفة ليه كنت حاسة بإحساس غريب طوال الفترة الماضية، أنا عندى إحساس غريب إن حاجة وحشة جداً ستحدث لى، وحاسة إنى سأموت قريباً».

عند هذه النقطة.. عند شعورها بأن شيئا سيئا سيحدث لها، أرجوك توقف للحظات وفكر وتدبر فى الأمر، هل الأمر مجرد شعور ولّده الإحباط واليأس اللذين تمكنا من الفتاة المسكينة، أم أن شيئا آخر كان يهددها، أم أن كل هذه اللخبطة وكل هذا الارتباك الذى يسيطر على حياتها قد أوحى لها بتلك النهاية البشعة التى توقعتها لنفسها قبل أن تعيشها فى شقة زميلتها بحى الندى فى الشيخ زايد؟

باقى يوميات هبة تتضمن شروحاً أوضح وتفاصيل أخرى بالأسماء لا يمكن اختزالها ولا يمكن نشرها كما هى، لأننا قررنا كما قلنا فى البداية أن نحفظ عهدنا معكم وألا ننساق خلف أى جملة قد تصنع خبطة صحفية أو عنوانا مثيراً على حساب فتاة مسكينة، مقتنعين تماما أنها كانت ضحية مجتمع وضحية بشر اعتادوا استغلال كل شىء بلا رحمة، قبل أن تكون ضحية مجرم طعنها بسكين حاد النصل.. اقرأ ما بين السطور القليلة التى نشرناها من تلك المذكرات وستفهم ما نقصده بالضبط، اقرأ وستعرف أن هذه المذكرات قد تكون بداية لخيط جديد يحل لغز تلك القضية، أو قد تحول القضية برمتها إلى لغز أشد، وتضيف على ألغازها لغزا جديدا، فإما أن تؤكد اتهامات ليلى غفران بأن الزوج شريك فى الجريمة وإما أن تشير السطور إلى مسؤولية واحد من الأكابر المذكورين فيها عن الغدر بتلك الضحية حية وميتة.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

الرحمة الي كل موتان

في مصر

بنت ليلي غفران جماية

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة