أتابع التصريحات النارية والوقفات الاحتجاجية من المحامين للقضاء فيعترينى الخوف والحزن والكآبة من كل شىء.. القضاء؟!.. كيف ولماذا؟ فهذا آخر الصروح أنراه يتهاوى أمام أعيننا، ونحن نراقب ونشاهد ونتأمل ونتكلم ثم نمضى غير عابئين؟ أين الحكماء؟ أين ولاة الأمر فى تلك الظروف التى أراها أكبر من الحروب لما بها من تأثيرات خطيرة على أى مجتمع، مابالنا ومجتمعنا أصبح كله فى المحاكم ينشدون العدل والحق، فالقضايا متنوعة فى كل المجالات ومتراكمة وكثيرة وضاغطة.
القضاء يا سادة فى كل بلاد الدنيا، لابد أن يبقى بعيداً شامخاً عن أى مهاترات.. بعيداً عن البرامج المعدة سلفاً للتقليل من شأنه بحجة "اشمعنى ده ؟!!"، والغمز واللمز من هذا وذاك.. أكتب هذا ولست ضد المحامين إن كانت لهم مطالب أو تظلمات، فهناك قنوات مسئولة عن ذلك، أو يجب أن تكون.. ومن يريد الحل سيجد الطريق بعيداً عن التعميم والتشكيك فى كل القضاة.. القضاة عصب الأمة دون جدال أو مبالغة أو تنططه!.. ألا تتذكرون الجنرال ديجول بعد اندحار ألمانيا فى الحرب العالمية الثانية، ورجوع فرنسا من قبضة الاحتلال الألمانى كان أول سؤال يسأله عن شيئين، سأل عن حال القضاة والجامعات! لم يسأل عن المخزون الاستراتيجى من الطعام.. لم يسأل أو يتساءل عن الجنود الذين ماتوا.. لا.. سأل عن العدل والمستقبل.
وبما أن الجامعات قد تهاوت وانقض عليها الأمن على كل شىء فيها ليكون له الأمر والنهى حتى أصبح الطالب لا يعرف أهو فى جامعة أم فى معسكر، نتيجة لقهر الرأى وتمادى الضغوط حتى على الأساتذة.. ولأن التعليم كله أصبح حقل تجارب لكل من هب ودب، وهذا كله بفعل العقول الحاكمة الغير مسئولة.. أناشد وأنا فى قمة الرعب، وأقول: ابتعدوا عن آخر صرح فبعده الهلاك.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة