طرح «جهينة» وسلبيات «بورصة النيل» يهددان باستمرار خسائر المستثمرين

الجمعة، 18 يونيو 2010 01:34 ص
طرح «جهينة» وسلبيات «بورصة النيل» يهددان باستمرار خسائر المستثمرين ماجد شوقى
محمود عسكر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄ المستثمرون أصابهم الرعب بعد ارتفاع أسهم شركات بنسبة 1000% فى حين لم يتم التداول على شركات أخرى

حالة من خيبة الأمل أصابت الكثير من المستثمرين فى بورصة النيل الجديدة المتخصصة فى الشركات الصغيرة والمتوسطة.. فرغم التفاؤل والأمل الكبيرين اللذين انتظرهما المستثمرون والشركات على السواء فى أن تساعد هذه السوق الجديدة على تنشيط البورصة ومساعدة الشركات الصغيرة على توسيع نشاطها وتنميته، فإنه بمجرد بدء العمل بها حدثت أمور أثارت مخاوف المستثمرين، أولها أنه رغم أن السعر السوقى لبعض هذه الشركات لا يتجاوز الـ5 جنيهات فإنه تم تنفيذ عمليات عليها بسعر تجاوز 6 أضعاف القيمة الاسمية، كما تواصل أحجام التداول تناقصها يوما بعد يوم.

فمثلا شركة المصرية للبطاقات، القيمة الاسمية لسهمها هى 5 جنيهات لكنه بيع فى أول يوم تداول بـ 32.25 جنيه بارتفاع وصل 645%، كما أن القيمة الاسمية لسهم البدر للبلاستيك هى 5 جنيهات، وتم بيعه فى أول يوم تداول بـ8.75 جنيه بارتفاع 875%، والقيمة الاسمية لسهم كانو للتنمية 5 جنيهات وتم بيعه بـ45 جنيها بارتفاع 900%، والقيمة الاسمية لسهم بى أى جى للتجارة 1 جنيه وتم بيعه بـ8.40 جنيه بارتفاع 840%، وكذلك ارتفع سعر سهم المؤشر للبرمجيات بنسبة 730%، ويوتوبيا للاستثمار بنسبة 1040%.

هذا الارتفاع المفزع فى الأسعار خلق حالة من الخوف لدى المستثمرين وجعلهم يبتعدون نسبيا عن الاستثمار فى هذه الأسهم، وهو ما أكده سامح غريب، محلل فنى، متسائلا: من الذى سيشترى أسهم ارتفع سعرها فى أول يوم تداول لها بنسبة 1000%، مشيرا إلى أن هناك مشكلة أخرى غير مفهومة فى هذه السوق، وهى أن بعض الشركات لم يتم تنفيذ أى عملية عليها حتى الآن، أى أنها لم تقدم عروض بيع أصلا، ومنها الشركة الدولية للأسمدة، وشركة أميكو ميدكال، وشركة العروبة للتجارة، وهو ما يثير التساؤل عن سبب طرح هذه الشركات لأسهمها مادامت لا تريد بيع الأسهم.

وقال غريب إنه رغم أهمية أن توجد سوق متخصصة لتمويل الشركات الصغيرة التى لا تستطيع الدخول إلى السوق الرئيسية، فإن إجراءات وطريقة عمل بورصة النيل كما ظهرت بعد أيام من بدء العمل بها، أصابت الكثيرين بخيبة أمل كبيرة فى هذه السوق.

ياسر الكمونى، رئيس قسم التحليل الفنى بإحدى شركات الأوراق المالية، أكد أن ما زاد من المشكلة هو الإعلان عن اكتتاب شركة جهينة للصناعات الغذائية، متزامنا مع الإعلان عن بدء عمل بورصة النيل، وهو ما خلق نوعا من الصراع على السيولة الموجودة بصعوبة أصلا فى السوق ما بين الاكتتاب الكبير لجهينة على أكثر من 200 مليون سهم، وهو ما يحتاج لأكثر من مليار ونصف المليار جنيه، وبين التداول فى بورصة النيل التى دخلت هذه البورصة أصلا بهدف التمويل.

وقال الكمونى إن ما يقال عن أن طرح جهينة سيزيد السيولة فى السوق، هو كلام نظرى فقط، أما على صعيد الواقع فإن معظم من سيدخلون فى الاكتتاب الجديد ليسوا مستثمرين جددا، كما يعتقد البعض، ولكنهم مستثمرون سيخرجون من أسهم فى السوق الرئيسية لشراء سهم جهينة الجديد، وبالتالى ستتراجع السيولة فى هذه السوق لصالح الاكتتاب.

مريان عزمى، رئيس قسم البحوث بشركة العروبة، أكدت أن اكتتاب جهينة طرح جديد، ويمكن أن يستقطب رؤوس أموال جديدة للبورصة، وهو يعتبر تحريكا للمياه الراكدة، إلا أنها تعتقد أن نسبة نجاح مثل هذا الطرح بالنسبة للتأثير على البورصة ستكون فى حدود 55%، متوقعة أن يتعرض السهم للتراجع بعد بدء التداول عليه، حيث سيحقق ارتفاعا أولا ثم يعود للتراجع مرة أخرى.

أما رانيا نصار، رئيس قسم البحوث فى المجموعة الاقتصادية، فأكدت أن الوقت غير مناسب تماما سواء للطروحات الجديدة أو لبورصة النيل لأن هذه الطروحات لكى تنجح لابد أن تتم فى وقت نشاط للسوق، وليس وقت تراجع لها، خصوصا إذا كان هذا التراجع عنيفا ومتزايدا مثلما يحدث الآن. من جانبه دافع ماجد شوقى، رئيس البورصة، عن بورصة النيل بشدة وقال إنها مجرد بداية لسوق جديدة، وبالتأكيد ستظهر بعض العيوب وسنقوم بمعالجتها تباعا حتى تستطيع هذه السوق أن تستمر وتستفيد منها الشركات الصغيرة كما كان مخططا، مشيرا إلى أن هناك أسواقا عالمية بدأت بإمكانيات مشابهة لبورصة النيل وأصبحت الآن من كبريات الأسواق فى العالم، ومن أهمها بورصة ناسداك التى كانت مخصصة للشركات الصغيرة عندما بدأت، ثم تحولت لسوق منفصلة الآن بها أكبر الشركات العالمية.

أما بالنسبة لطرح جهينة فأكد شوقى أنه لا يستطيع أحد أن يقول الآن إن الوقت مناسب أو غير مناسب، وإن ذلك سيتحدد لاحقا عندما يبدأ التداول على السهم، وإن الظروف دائما تتغير باستمرار، وإن طرح بهذا الحجم الكبير ولشركة تتمتع بأداء جيد فى السوق كانت البورصة فى حاجة له، ويعمل على دخول سيولة جديدة لها حتى لو كانت بسيطة، إلا أنه سيساعد على تنشيط السوق.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة