صميدة الفيومى يكتب: كذبنا وقلنا.. حقك مش هيضيع يا خالد سعيد

الجمعة، 18 يونيو 2010 02:56 م
صميدة الفيومى يكتب: كذبنا وقلنا.. حقك مش هيضيع يا خالد سعيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لن أخفى عنكم دموعى التى انهمرت، وما زالت تنهمر منذ سماع قصة الشهيد خالد سعيد الذى أريق دمه، واستبيح جسده على أرض وطنه التى يعشقها ويأكل من خيراتها ويتنفس من هواها.. خالد لم يقتل فى لبنان أو ألمانيا أو أو.. لقد قتل خالد فى بلده بين أهله، بل قتله من كان يفترض بهم أن يكونوا أهله وسنده وحمايته.. أشعر بكل معانى الإحباط واليأس وانعدام الأمل لأنى لا أملك شيئاً كى أسترد حقه.. أشعر بأننا جميعاً قد كذبنا عمداً عندما قلنا "حقك مش هيضيع يا خالد"، لأننا نعلم تمام العلم أننا لن نستطيع أن نسترد حقه كما لم نستطع سابقا، ولن نستطيع لاحقا أن نسترد حق أى ضحية من ضحايا التعذيب فى مصر وعددهم خارج نطاق الحصر.

نحن شعب عاطفى لأبعد حد.. لقد ثرنا فى قضية تعذيب عماد الكبير ثم انطفات نارنا.. عاودتنا الثورة مرة أخرى عندما سمعنا بخبر تعذيب الدكتور طه عبدالتواب، وتكلمنا واعتصمنا وأرسلنا نستنجد بمنظمات حقوق الإنسان، وإلى هذه اللحظة لم يأخذ حقه.

ثم استيقظنا على خبر مقتل الشاب خالد وتشويه جثته بهذه الصورة البشعة التى لا تمت لأبسط معانى الإنسانية بأى صلة، وسنعتصم ونتظاهر ثم نعاود الجلوس فى منازلنا ومكاتبنا تحت الهواء البارد كأن شيئاً لم يكن.. هكذا نحن المصريين امتلأت قلوبنا بالذل والخوف والهوان، ولم نعد نستنكر أو نستهجن تلك المشاعر والأحاسيس التى توطنت داخل كل خلية من خلايا أجسادنا لأنه، للأسف، من شب على شىء شاب عليه.

أتمنى من كل من قالوا "حقك مش هيضيع يا خالد" أن يوضحوا للمصريين جميعا "ناويين يعملوا إيه" لأن دم خالد فى رقبتنا كلنا وسوف نحاسب يوم القيامة عن كل قطرة دم أسيلت منه ظلماً وعدواناً.

فى انتظار ضحية التعذيب القادمة، وإلى ذلك الحين لا يسعنا إلا أن نكرر.. حسبنا لله ونعم الوكيل.. حسبنا الله ونعم الوكيل.. حسبنا الله ونعم الوكيل.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة