المونديال نسمة هواء لـ«بسطاء» مصر من عناء الفقر

رغم حالة الحزن التى تسيطر على الشعب المصرى لعدم تواجد المنتخب الوطنى فى المونديال العالمى بجنوب أفريقيا 2010، فإن الجماهير الكروية فى جميع أنحاء الجمهورية يتابعون بشغف فعاليات كأس العالم لرؤية التنافس بين النجوم فى المنتخبات العالمية.. وتجولت كاميرا «اليوم السابع» للغوص فى بحور البسطاء أثناء مشاهدة المباريات لمعرفة ما يجول بداخلهم.

وكان أبرز ما التقطته الكاميرا هو لأسرة فقيرة يعولها رفعت محمود أحمد بائع متجول يجوب قرى مركز بنى سويف لبيع الفاكهة والبطيخ وبصحبته زوجته أفراج، ورغم أميتهما لكنهما يهويان متابعة المباريات وعندما علما ببدء مباريات كأس العام قررا وضع تليفزيونهما القديم (أبيض وأسود) أمام دكان خاص بهما بقرية بنى هارون مركز بنى سويف مكان إقامتهما لمشاهدة المباريات، حيث جلست زوجته وطفلته وطفلة أخرى من جيرانه وحولهم البطيخ لمتابعة المباريات رغم ضعف الإضاءة لكنهم انهمكوا فى متابعة مباريات المونديال.

وفى محافظة قنا تتحول المنازل إلى معسكرات، فيما يتجه البعض لوضع التليفزيون أمام باب المنزل ليتجمع أهل الشارع لمشاهدة المباريات على القنوات المشفرة.

وفى الإسكندرية.. بالرغم من الحالة المأساوية التى تعيشها أسرة على ظريفة مدرب المنتخب الوطنى للفتيات للملاكمة، بعد الاستغناء عنه وفصله التعسفى من عمله بإحدى الشركات وعدم القدرة على إيجاد مصروفات منزله، لكنه حريص هو وأسرته على مشاهدة المباريات لأنه يعتبر الرياضة مثل الهواء الذى يتنفسه للتغلب على عناء الفقر.

وفى الفيوم وجدنا الفقر لم يمنع عم رشاد المواطن البسيط الذى لا يمتلك قوت يومه ويعول أسرة مكونة من 8 أفراد من الاستمتاع بمباريات كأس العالم، ولكنه يمتلك أهم شىء بالنسبة له ولأولاده، ألا وهو ذلك التلفاز القديم الأبيض والأسود الذى يتمكنون من خلاله أن يشاهدوا مباريات كأس العالم على القناة الثانية الأرضية مع تحمل ضعف الصوت والصورة يحاولون خطف ابتسامة من الدنيا بهدف جميل لأحد الفرق العالمية أو صرخة ربما تخرج ما بداخلهم من عناء المعيشة مع فرصة هدف ضائع لفريق يشجعونه.

وفى أسيوط تجمعت الآلاف من الأسر حول شاشات القنوات الرياضية لمتابعة مباريات كأس العالم وسط حسرة عدم المشاركة المصرية فى هذا المونديال، وكانت الأسر قد استعدت وأنهت كل أعمالها استعدادا لبدء متابعة المباريات حتى لوحظ قله المارة فى الشوارع فى أوقات المباريات المقامة ورفعت بعض المنازل الأعلام المصرية.