تناولت الصحف البريطانية قرار إسرائيل تخفيف الحصار على قطاع غزة، وعلق إيان بلاك محرر شئون الشرق الأوسط بصحيفة الجارديان على هذه القضية، قائلاً: إن التوقعات بأن تقوم إسرائيل برفع حصارها عن القطاع قد زادت فى ظل الغضب الدولى بسبب الهجوم الإسرائيلى على قافلة أسطول الحرية، التى كانت تسعى إلى حمل مساعدات إنسانية لأهالى القطاع، غير أن الواقع حتى الآن لا يزال يبدو مختلفاً.
واعتبر بلاك، أن إعلان مجلس الأمن الوطنى الإسرائيلى أمس الخاص بتخفيف الحصار عن القطاع المنكوب، لا يعطى تفصيلات كافية لمعرفة ما إذا كان تغييراً مهماً سيحدث أم لا، فتخفيف النظام الخاص بالسلع المدنية التى يتم السماح بإدخالها إلى غزة يبدو جيداً، ويعتبر رفع القيود المفروضة على دخول الأغذية وألعاب الأطفال وأدوات المطبخ والمراتب وغيرها تطوراً يالنسبة لـ1.5 مليون نسمة لا يزالوا يعيشون فى ظروف حصار لا يخففها سوى المساعدات الإنسانية أو التهريب عبر الأنفاق من مصر.
ورأى الكاتب، أن الأمر الأكثر أهمية ربما يكون التعهد بتوسيع تدفق المواد اللازمة للمشاريع المدنية تحت إشراف دولى، لكن إذا كان ذلك يعنى فقد الأمم المتحدة، فإن المجال سيكون محدوداً بالتأكيد.
وهذه الأفكار دعمها تونى بلير ممثل الرباعية الدولية، وكذلك فكرة تمركز مراقبين أوروبيين مرة أخرى فى المعابر بين إسرائيل وغزة، وحقيقة أن مثل هذه الأفكار لم يتم ذكرها يشير إلى أن إسرائيل لا تزال تحجم عن تسليم القضايا المتعلقة بأمنها لآخرين، كما أنه لم يذكر أى دور للسلطة الفلسطينية، وقد جاء هذا الإعلان خالياً من الإشارة إلى أى جدول زمنى أو مراقبة من جانب المجتمع الدولى، وكذلك لا يسمح بإدخال المواد التى لها أهمية حاسمة فى إعادة بناء اقتصاد غزة المدمر.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة الإندبندنت فى افتتاحيتها، إن تونى بلير، مبعوث الرباعية الدولية إلى الشرق الأوسط، قد خرج من اجتماعه مطلع الأسبوع مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو، قائلاً: إن الحكومة الإسرائيلية مستعدة الآن للانتقال إلى نظام جديد من الحصار المفروض على القطاع، وأنه سيتم السماح بكل السلع المدنية، وبالأمس وافقت الحكومة الإسرائيلية على تخفيف الحصار وأصبح نطاق المواد المسوح بدخولها للقطاع أكبر إلى أن نظام التحكم ذاته لا يزال قائماً.
ورأت الصحيفة، أن الآمال التى سحقها قرار الحكومة الإسرائيلية ربما تكون انعكاساً جزئياً للتفاؤل المفرط من جانب تونى بلير الذى فشل خلال توليه مهام منصبه الحالى فى تحقيق أى إنجاز خاصة فيما يتعلق بغزة، إلا أن قليلين آخرين غير بلير ربما يشعرون بأن الحكومة اليمنية الإسرائيلية لن ترفع الحصار عن قطاع غزة مهما كانت لضغوط المفروضة عليها من الولايات المتحدة أو أى دولة أخرى.
وبررت الصحيفة ذلك بالقول إن إسرائيل ترى أن الحصار مسألة ضرورية لأمنها وأن أى تخفيف لهذا الحصار لن يخدم سوى حركة حماس التى تسير على القطاع، وقرارها الآن بالسماح بدخول بعض السلع هو فى جوهره محاولة لإرضاء واشنطن والرأى العام العالمى بعد الغضب من الهجوم على قافلة أسطول الحرية، وربما يساعد تخفيف الحصار على الحد مع معاناة بعض السكان، إلا أن الحصار سيظل قائماً لتحقيق الهدف منه وهو الضغط على حماس.
الصحف البريطانية: إسرائيل مستمرة فى حصار غزة للضغط على حماس
الجمعة، 18 يونيو 2010 02:43 م